دخل مؤخرا مجموعة من شباب معتمدية الكريب من ولاية سليانة في اعتصام مفتوح أمام مقر المعتمدية في حين قام ثلاثة منهم بإضراب جوع... إلى أن تتحقق مطالبهم المتمثلة في تفعيل برنامج التنمية بالجهة. ادى الركود الاقتصادي الذي تعرفه المنطقة منذ عقود الى ارتفاع نسبة البطالة بالرغم مما تزخر به من ثروات باطنية وتحويلية هائلة على غرار مزارع الحبوب الشاسعة والممتدة تقريبا على كامل المعتمدية بالإضافة إلى إنتاجها لكميات كبيرة من الحليب, وبجودة زياتينها العالية التي لا يختلف فيها اثنان دون نسيان منجم الرصاص والزنك المتاخم بمنطقة «فج الهدوم» بالإضافة إلى موضوع الأراضي الدولية التي أثارت جدلا كبيرا بالجهة ،كل هذه المطالب وغيرها أدت الى بروز عديد الاحتجاجات التي اتخذت اشكالا مختلفة.
يقول السيد محمد الصالح العبيدي احد المضربين عن الطعام ان معتمدية الكريب كانت مطمعا للاستعمار في السابق نتيجة لثراء تربتها وجودة منتوجها الفلاحي مضيفا بأنه بعد الحقبة الاستعمارية أممت الأراضي الفلاحية وأصبحت تعاضديات ثم بعد ذلك تم تخصيصها للمستثمرين، ويواصل بأن هؤلاء المستثمرين هم في الحقيقة «مستعمرين» لأهالي المنطقة، فهذه الأراضي التي تمتد على حوالي عشرات الآلاف من الهكتارات يستغلها الأقلية بينما مواطنو الجهة لا يستغلون إلا النذر القليل منها بل لا يستغلون الا الفجوات الغابية التي سيطر عليها الخنزير الوحشي و لا يجدون ما يزرعون.
ويواصل السيد العبيدي قوله بأن أهالي الكريب تطالب بحقها في التنمية شأنها شأن بقية المناطق الأخرى وبما يتلاءم مع مدخرات الجهة وهم لم يطلبوا المستحيل باعتبار أن الموارد الأساسية بالجهة متوفرة وخير دليل على ذلك ما تعرف به معتمدية الكريب من أراضي فلاحية خصبة.
ويضيف: يجب ان يستفيد اهالي الجهة من خيرات المنطقة من خلال بعث مصانع تحويلية مثل مصانع للسميد وللحليب ومشتقاته ولتعليب زيت الزيتون من اجل توفير أكثر ما يمكن من فرص تشغيل ويضيف بأن أهالي المنطقة لا يستجدون أحدا من خلال هذه المطالب بل هي مطالب مشروعة.
ويقول السيد العبيدي بأن خيراتنا الفلاحية مثلا يجب أن تعود نسبة مأوية منها إلى الجهة على غرار فسفاط قفصة اذ تم تخصيص نسبة مأوية منه لتنمية الجهة كما يطالب ايضا محدثنا بتأميم الاراضي الدولية ليس من اجل استغلالها لانفسنا وذلك من اجل احداث مشاريع تنموية تتماشى وخصوصية الجهة من اجل معاجلة افة البطالة المستفحلة بالكريب.
أما الشاب الناصر الفرشيشي فيتابع بأن دخول البعض منا في اضراب جوع ليس من اجل مطالب شخصية بل من اجل المطالبة بتفعيل برنامج التنمية بالجهة التي مازالت منذ الثورة مهمشة ومنتقدا في ذات الوقت الحكومة الحالية من سلط جهوية ومحلية وغيرها.
أما عن اهم الطلبات المرفوعة لأهل القرار من اجل البت فيها فتتمثل أساسا في إعادة النظر في ما تسمى بالضيعة الفلاحية «شركة الأحياء والكرم» اذ قام وزير املاك الدولة عند زيارته للمنطقة مؤخرا باسقاط الحق على المستثمر بهذه الشركة الفلاحية ,كما يؤكد المواطنون انهم ضد تشتيت الاراضي ومع اعادة التعاضد لانه تبين بوضوح عدم التزام العديد من المستثمرين بتطبيق كراس الشروط فيما يتعلق خاصة بعدد العمال.
الشاب مبروك الشنوفي هو الاخر من احد المعتصمين يقول بأنه دخل مع زملائه بهذا الاعتصام المفتوح من أجل تحسين البنية التحتية للمنطقة خاصة بعد تفشي البطالة بالجهة ويضيف بأن الحلول موجودة وتتمثل في الاسراع بفتح ابواب بعض المصانع على غرار مصنعي الماء والتي بامكانهما القضاء نهائيا على معضلة البطالة دون نسيان منجم فج الهدوم والذي يعد من اهم المناجم بافريقيا بالاضافة الى موضوع المنطقة الصناعية التي مازالت اشغالها تسير بخطى بطيئة جدا.