يقول المثل «من جدّ وجد ومن زرع حصد» لذلك فإن النتائج المتميزة التي حققتها «البقلاوة» الى حدّ الآن في البطولة لم تأت بمحض الصدفة وهي تتصدّر حاليا المجموعة الثانية برصيد ست نقاط حيث أمطر أبناء الغرايري شباك الأمل بثلاثية وهزوا شباك القوافل بثلاثية أيضا. وكان الفريق قبل ذلك أفسد فرحة بطل تونس في الجولة الختامية من الموسم الماضي عندما تفوقت «البقلاوة» على الترجي بثلاثية أيضا.
«الشروق» حاولت الوقوف على الأسباب الكامنة وراء هذه النتائج الايجابية التي حققها زملاء مروان تاج وكذلك العوائق التي قد «تجهض» أحلام الفريق في الذهاب بعيدا في بطولة الموسم الحالي رغم البداية القوية فخرجنا بالمعطيات التالية.
اللمسة الفنية لغازي الغرايري
درب غازي الغرايري النادي الصفاقسي وأحرز معه اكثر من لقب لذلك فإنه لم يكن من الصعب على هذا الفني القدير أن يحدد الداء في الملعب التونسي ويضع الاستراتيجية المناسبة لاعادة الهيبة المفقودة الى الفريق، فأحدث الغرايري عدّة تغييرات فنية في «البقلاوة» والبداية كانت بالخطة التكتيكية التي كان يتبعها زملاء بن عمّاروالتي تتميز بطابعها الدفاعي علىحساب الهجوم ووضع الغرايري مكانها خطّة تتسم بالتوازن كما أشار الغرايري على هيئة كمال السنوسي بانتداب ستّة عناصر قدّمت الاضافة لفريق باردو وفي مقدمتها برهان غنام الذي سجل ثنائية ضد القوافل وكان وراء عمليتي الهدفين الاول والثالث لناديه في الجولة الافتتاحية ضد أمل حمام سوسة بالاضافة الى النيجيري «أوروك» الذي تشبث الغرايري بجلبه الى مركب باردو لاقتناعه بالامكانيات الفنية التي بحوزته وهو ما تجسد فعلا على أرض الواقع حيث أصبح الفريق يملك قوة هجومية ضاربة بوجود أوروك وغنام ومعهما هيثم بن سالم.
المسراطي وراء اكتشاف الدراجي
عندما انتقل اللاعب مجدي المسراطي الى شباب بوعريريج الجزائري كان الملعب التونسي متخوفا من عدم نجاحه في سد الشغور الذي سيتركه المسراطي على الجهة اليسرى من هجوم «البقلاوة» لكن الغرايري سرعان ما عثر على «خليفة» المسراطي حيث طالب بإعادة ابن الفريق عبد الحليم الدراجي الذي تم التفريط فيه في وقت سابق لمنزل بورقيبة.
ولم يتأخر سطوع نجم الدراجي الذي سجل ثنائية في مرمى أمل حمام سوسة في الجولة الأولى ويذكر ان الغرايري كان قد جمع كل المعلومات الممكنة عن هذا اللاعب الشاب قبل ان يصدر قرار عودته الى مركب باردو.
ثقافة الانتصارات
بقدوم الغرايري الى باردو أصبح الملعب التونسي يضم في صفوفه العدي من العناصر الذين لعبوا في دائرة الأضواء ونافسوا مع فرق أخرى على الألقاب وهو ما يجعلهم يمتلكون ثقافة الانتصارات واللعب على الألقاب كما هو الشأن بالنسبة الى الحارس جاسم الخلوفي وهيثم بن سالم وأوروك (مع النادي الصفاقسي في السابق) وكذلك برهان غنام الذي تقمص أزياء الافريقي والترجي الرياضي وذلك دون ان يغفل الغرايري عن كسب رهان الشبان مثل الدراجي والشعلاني والصحراوي.. وغيرهم.
السلامي يستعيد ذكريات عمرها 13 عاما
من المؤكد ان «البقلاوة» استفادت ايضا من الخبرة التي بحوزة اللاعب أسامة السلامي وكذلك لمساته الفنية ولعل الهدف الذي سجله في شباك القوافل في الجولة الماضية سيظل لعدة سنوات عالقا في الأذهان ويبدو ان السلامي مصرّا على استعادة سنوات الماضي الجميل عندما كان هدّافا للبقلاوة والبطولة التونسية خلال موسم 20002001.
الواقعية
رغم النتائج الايجابية التي حققها الفريق فإن الغرايري تمسّك بالواقعية ورفض تقديم الاوهام لجماهير النادي العريق حيث لم يقل انه سيتحصل على البطولة كما كان يفعل الفريق خلال ستينيات القرن الماضي لأن الغرايري ليس بحوزته الآن نور الدين ديوة او ابراهيم كريت او المنصف الشريف... وأكد في المقابل أن الفريق قادر على الذهاب بعيدا في سباق البطولة.
حتى لا يتكرر سيناريو الموسم الماضي
كانت انطلاقة البقلاوة خلال الموسم الماضي مثالية حيث انتصر آنذاك على الاتحاد وجرجيس والنجم الساحلي لكنه فشل بعد ذلك في الفوز طيلة تسع جولات لذلك فإن المدرب غازي الغرايري يركز ايضا على التحضير الذهني للاعبيه حتى يتكرر سيناريو الموسم الماضي.
8 ساعات للعمل البدني
أصابت هيئة السنوسي عندما تعاقدت مع المعد البدني كريم الشماري الذي وضع عصارة تجاربه لتحسين اللياقة البدنية لزملاء بن سالم حيث يخصص الشماري حوالي 8 ساعات أسبوعيا للعمل البدني وهو ما انعكس ايجابيا على أداء «البقلاوة».
منحة الألف دينار تؤرق الجميع
ارتأت هيئة السنوسي ان ترصد منحة قدرها ألف دينار للاعب عن كل فوز يحققه الفريق سواء داخل القواعد او خارجها ولئن كان هذا المبلغ سيساهم في تحفيز اللاعبين على حصد الانتصار تلو الآخر فإنه قد يضع هيئة «البقلاوة» في ورطة في ظل الصعوبات المالية التي يعيش على وقعها النادي ويذكر ان الفريق يواجه ايضا اشكالا ماديا آخر يتمثل في تأخر صرف رواتب اللاعبين ولكن بإمكان هيئة السنوسي ان تبدد مخاوف الأحباء عن حدوث الانهيار خلال الجولات القادمة في ظل الأموال المنتظر دخولها الى خزينة النادي من صفقة انتقال يوسف المساكني الى قطر (حوالي مليار و700 ألف دينار) وذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة.
العمل على المدى البعيد
نقطة أخرى تحسب لإدارة كمال السنوسي وبقية مسؤولي البقلاوة وفي مقدمتهم أنيس بن ميم وتتمثل في ابرام عقود طويلة المدى حيث تنتهي أغلب عقود لاعبي فريق باردو بعد عام 2014.