لم يخيب زملاء المتألق أسامة السلامي آمال جماهيرهم، ونجحوا في العودة من قفصة بفوز ثمين وبطريقة مزجت بين الإقناع والنجاعة. حيث واصل هجوم الأحمر والأخضر صولاته وجولاته ونجح في زيارة شباك القوافل في ثلاث مناسبات أكدت بوضوح تعافي الخط الأمامي ل«البقلاوة» الذي أضحى يقض مضجع الدفاعات المنافسة بفضل حركية أوروك والدراجي و«صفقة» برهان غنام ودهاء المايسترو أسامة السلامي. فوز «البقلاوة» الأخير أهلها للانفراد بصدارة ترتيب المجموعة الثانية وتأكيد طموحات الفريق المشروعة في تقديم موسم استثنائي. ثالث ثلاثية على التوالي منذ أن أمسك المدرب غازي الغرايري بالأمور الفنية تطور أداء الفريق بشكل ملحوظ وازداد التناغم بين الخطوط الثلاثة وأصبح الفريق قادرا على إرباك الدفاعات المنافسة. أكثر الخطوط استفادة من رياح التغيير هو قطعا الخط الأمامي الذي أصبح نقطة قوة الفريق الأولى حيث نجح في التسجيل في كل المباريات تقريبا. هجوم «البقلاوة» سجل عشية الأحد ثالث ثلاثية له على التوالي، فبعد الثلاثية ضد الترجي في آخر جولة من الموسم الماضي وأمل حمام سوسة في الجولة الافتتاحية لهذا الموسم، جاء الدور على القوافل التي تلقت شباكها ثلاث «رصاصات» جديدة أطلقها برهان غنام في مناسبتين والقيدوم أسامة السلامي بمخالفة مباشرة لا يدرك سرها إلا هو. دفاع القوافل لن يكون حتما آخر ضحايا المد الهجومي لأبناء باردو الذي يشهد أداؤهم تطورا من مقابلة إلى أخري خاصة مع تواصل استفاقة خط الوسط الذي يؤثثه كل من الدراجي ومارسيال والمبروك وأسامة السلامي وبرهان غنام. «غنام» بامتياز لا يمكن أن ننكر بأي حال من الأحوال أن تشكيلة الغرايري باتت تضم جملة من العناوين الصعبة والمهارات العالية التي غيرت وجه الفريق وجعلته منافسا شرسا يقرأ له ألف حساب. ولعل أبرز هذه العلامات المضيئة هي القوة الصامتة برهان غنام الذي أثبت للجميع أنه يبقى واحدا من خيرة لاعبي الوسط في تونس وأن مروره بالنادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي لم يكن من محض الصدفة أو بهدية من أي كان. غنام وعد منذ أن وطأت قدماه مركب باردو بأن يكون في مستوى ثقة المسؤولين وأن يعمل جاهدا على تشريف القميص الذي يرتديه وفعلا كان الأخير عند وعده وأصبح في ظرف وجيز أحد أبرز مفاتيح لعب كتيبة الغرايري من حيث البناءالجهومي وإنهاء الهجمة. وأكيد أن الفريق سيستفيد حتما من الجاهزية الكبيرة التي يمر بها غنام وكذلك من مخزون الخبرة الكبيرة الذي يمتلكه اللاعب. خبرة غنام والسلامي وطموح الدراجي واندفاع تاج والمبروك ونجاعة بن سالم وأوروك ويقظة الخلوفي وصلابة البحري والقيزاني كلها عوامل قد تجعل من هذا الموسم موسم الإقلاع ل«البقلاوة». رجل الخفاء صحيح أن الوقفة الحازمة للهيئة المديرة في الفترة الأخيرة، والإضافة التي قدمها المدرب غازي الغرايري والمنتدبون الجدد قد ساهمت بشكل كبير في تحسين أداء الفريق، ولكن كل هذا لا يقل من استحقاق المعد البدني كريم الشماري أفضل انتدابات هيئة السنوسي على الاطلاق. الشماري وأينما حل ترك وراءه أفضل الانطباعات بفضل انضباطه وحبه لعمله وهي صفات نجح في تمريرها للاعبين بطريقة سلسة وهو ما انعكس إيجابيا على الحالة البدنية للاعبين، وتقلص عدد الإصابات الفعلية. الشماري ومن معه يستحقون تحية إكبار وتقدير فهو من أكبر الكفاءات التي تتفاخر بها تونس في مجال الإعداد البدني. نقاط للمراجعة صحيح أن أداء الفريق قد تحسن بشكل ملحوظ ولكن ذلك لا يعني أن الفريق قد بلغ درجة الكمال. فهناك نقاط لا بد على المدرب غازي الغرايري التطرق لها ولعل أبرزها أخطاء الخط الخلفي سيما على مستوى التمركز والتغطية في الكرات الثابتة والتي كانت السبب الرئيسي في قبول هدف ضد قوافل قفصة. صحيح أن هامش الاختيار في هذا الخط محدود أمام الإطار الفني ولكن بمزيد العمل وخاصة بتطعيم الفريق بمدافعين من الصف الأول قد تجعل من الفريق أكثر توازنا وأكثر صلابة بشكل يجعل «البقلاوة» قادرة على مقارعة وإحراج «كبار القوم». الحلقة الأضعف الحلقة الأضعف في الفريق هي حتما في جماهيره التي حافظت على لعب دورها السلبي واكتفت بالمشاهدة وترصد زلات وهفوات الهيئة المديرة والإطار الفني واللاعبين في الوقت الذي هي مطالبة فيه بأن تقف وراء فريقها وتساهم في دفع القاطرة ودعمها ماليا حتى تنجح في الوصول إلى بر الأمان. الملعب التونسي لم يشفع له رفع قرار الويكلو ونتائجه الإيجابية وظل محروما من دفع جماهيره التي خيرت على ما يبدو في شقها الأعظم مشاهدة الفريق من وراء الشاشة وتلقن أخباره من الإذاعات ومن الصحف. كلامنا هذا لم يأت من فراغ وإنما يؤكده عدد الاشتراكات التي بيعت والتي لم يتجاوز عددها ال400 اشتراك وهو رقم مضحك ومهين لفريق عريق بحجم الملعب التونسي. الجميع ينتظر أن تحرك النتائج الإيجابية سواكن الأحباء والجميع يبقى كذلك في انتظار إجاباتهم بالفعل لا بالكلام طبعا.