ما نطق به رئيس وزراء دولة قطر في اجتماع مجلس الجامعة الطارئ بشأن العدوان الصهيوني على قطاع غزة يصلح ليكون شعارا لما أصبح عليه ما يسمى «العمل العربي المشترك»... ويصلح ليكون يافطة تعلق في مدخل جامعة العرب (أو الاعراب) في القاهرة.. ويصلح أيضا ليكون عنوانا لهذا الزمن العربي الأغبر الذي يستأسد فيه العربي على شقيقه العربي ليتحول الى نعجة أمام العدو الصهيوني أو غيره... نعجة تعترف ب«نعوجتها» وبالتالي بجبنها وعجزها حتى وإن لم يكن العدو ذئبا... فلقد تفاعل رئيس وزراء قطر مع تصريح لوزير الخارجية اللبناني (عدنان منصور) الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة بصراحته «المعهودة»... التي سمت الأشياء بمسمياتها.. فقد قال الوزير اللبناني في مسعى لاستنهاض همم نظرائه العرب «لا تتركوا فلسطين للذئاب (أي للاسرائيليين) وهو التصريح الذي استفزّ مشاعر الوزير القطري الذي تفاعل معه بالقول: ان «الذئاب تأكل النعاج وهم (في اشارة للاسرائيليين) ليسوا بذئاب ولكن أغلبنا نعاج».
وللأمانة نقول إنه ليس أمامنا للوهلة الاولى الا أن نثني على صراحة وجرأة الوزير القطري الذي سمّى الأشياء بمسمياتها.. ولم يلذ كدأب الكثيرين من العرب بالكلمات المنمقة ولا بأسلوب اللف والدوران ليعبّروا عن عجزهم وعن تخاذلهم وعن جبنهم... لكن هذا الكلام يفجّر في الحلق الكثير من الأسئلة الحارقة:
اذا كان أغلب عرب الجامعة نعاجا فلماذا يجتمعون في رحاب مؤسسة جلس فيها عظماء الأمة ورموزها من جمال عبد الناصر الى الهواري بمدين الى صدّام حسين وياسر عرفات؟
اذا كانوا نعاجا لماذا يجتمعون أصلا؟ لأننا لا نرى في اجتماع النعاج من «حكمة» ول ا من فائدة الا الثغاء الجماعي لاستجلاب انتباه أسود وذئاب الغابة الى مرتع النعاج لتزيد في التكالب على أمتنا العربية؟
إذا كانوا نعاجا فلماذا يكدّسون الأسلحة ويبعثرون مقدرات الأمة يمنة ويسرة لعقد صفقات أسلحة لا تصلح الا طعاما للصدإ؟
اذا كانوا نعاجا، لماذا يبذلون الجهد والمال للتآمر على رجال الأمة والكيد لأسودها؟ وتحديدا لماذا يتآمرون على المقاومة في لبنان وعلى سوريا العروبة التي تواجه نتيجة تآمرهم «حربا عالمية ثالثة»... وقودها مالهم وسلاحهم وعصابات قادمة من كل حدب وصوب ظلّت طريق الجهاد الحقيقي مع سبق الاضمار والترصد... لتصبّ جام حقدها على بلاد الشام وتترك العدو الصهيوني ينتهك الارض والعرض ويوزع الموت والدمار على أهلنا في غزة؟
وقبل ذلك اذا كانوا نعاجا لماذا تآمروا على الرئيس الشهيد صدام حسين ليطعنوه في الظهر ويقدموا العراق لقمة لضباع العالم؟ وأين ذهب حماسهم لتدمير ليبيا واسقاط نظام القذافي؟
انها أسئلة حارقة ولكن أجوبتها تتناثر على شفاه كل مواطن عربي شريف.. أجوبة سبق وان صدع بها شهيد الأمة في قصيدته الشهيرة حين قال «تبقى الأسود أسودا... وتبقى الكلاب كلابا»... فاته فقط أن يقول «وتبقى النعاج.. نعاجا».. حتى ينسجم الوصف مع المعنى وحتى يفرز المواطن العربي عرين الأسود من زريبة النعاج!