ما قدمه المنتخب المغربي الذي ترشح كصاحب المرتبة الأولى في المجموعة الرابعة إلى حد الآن من كرة قدم بعيدة كل البعد عن التعقيد ومشتقاته ومرادفة لمعاني السهل الممتنع أقام الدليل وزيادة على عدة أشياء ايجابية في منتخب المدرب بادو زاكي الذي كان غامضا في تصريحاته قبل المباراة الأولى ضد نسور نيجيريا حيث لم يشأ الخوض في التفاصيل التكتيكية... وحين سئل عن حظوظ فريقه أمام زملاء أوقستين أوكوشا قال بأن المنتخب النيجيري بامكانه أن يهزم كل الفرق مثلما هو مؤهل لينهزم أمام جميع المنتخبات مؤكدا بأن الحقيقة الوحيدة مسرحها الميدان ولا شيء غيره... وجاءت المباراة ورأينا منتخبا مغربيا واقعيا في أدائه استطاع أن يتحدى نجوم نيجيريا ويرغمهم على الهزيمة التي كانت مؤهلة بأن تنتهي على أكثر من هدف. من دون نجوم باستثناء قائد المجموعة وعميدها نور الدين النيبت لاعب لاكورون الإسباني المولود يوم 10 فيفري 1970 فإن بقية العناصر التي اختارها المدرب بادو زاكي معظمها من الشبان ناهيك أن أحد أكبر مفاجآت المنتخب المغربي مروان الشماخ لاعب بوردو الفرنسي احتفل منذ أقل من شهر بعيد ميلاده العشرين وهو أصغر لاعب في فريق أسود الأطلس ولئن تم استبعاد بعض العناصر المعروفة فإن بادو زاكي ومن خلال المجموعة الموجودة لديه أعطى الانطباع بأنه يريد القطع مع النجوم والتأسيس لفريق مستقبل يحمل الآمال ويجدد العهد مع أمجار الكرة المغربية والتي كان زاكي من رموزها في الثمانينات ناهيك أنه تحصل سنة 1986 على الكرة الذهبية الافريقية. أحلام متزنة حتى بعد ترشحه كصاحب المرتبة الأولى في مجموعته فإن معظم اللاعبين الذين تحدثوا عن المنتخب المغربي بعد مبارة جنوب افريقيا تميزت تصريحاتهم بشيء من التعقل في رسم بقية ملامح أحلامهم في هذه الكأس الافريقية من خلال اجماعهم تقريبا على أن نسق مباريات الكأس التي سيدخلونها انطلاقا من الدور ربع النهائي أمام الجزائر لا تخضع لأية أحكام مسبقة وكل شيء سيظهر على الميدان بعد أن شكل ونسّق هذه النوعية من المباريات اضافة الى طابع «الدربي» الذي يميزها يجعلها غير قابلة للتكهنات. «كوتشينق»... بادو زاكي في المقابلات الثلاث التي أجراها المنتخب المغربي في الدور الأول لم يستعمل المدرب بادو زاكي كل أوراقه بل تجده في كل مرة يضفي شيئا ما تجلى ذلك خاصة أمام نيجيريا حين عوض جواد زايري وهو المهاجم الأخطر يومها ليعوض بيوسف حاجي... وفي الوقت الذي ما زال فيه البعض يتساءل عن تعويض لاعب أقلق راحة الدفاع النيجيري يتحرك «حاجي الصغير» ويسجل هدفا غاليا حرر الأقدام المغربية بما ترجم قيمة التغيير الذي قام به زاكي مثلما فعل باقحامه لمحمد اليعقوبي السريع.... ونوعية هذه التغييرات تحسب لحدس المدرب من ناحية ولقيمة الأسماء التي يتوفر عليها معقد احتياطي المنتخب المغربي ناهيك أن بادو زاكي الذي كسب «الكوتشينق» في مناسبة يخفي أوراقا أخرى بما أنه لم يستعمل إلى حد الآن كامل الرصيد البشري الذي جاء به الى النهائيات القارية بأسماء شابه تتعاطى الواقعية في أدائها.