غزة ... دماء تنزف...واتفاقيات تعقد.... مظاهرات ورقص في شارع واحد... سأكتفي بنقل بعض ما دونه اصدقاؤنا على الفايس بوك: «فوضى وفوضى ثم فوضى في حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية خطوات هامّة نحو الوراء....» هكذا راى الناقد والصحفي صالح السويسي... اما الناقدة والمبدعة فاطمة بوسوفة فقد تساءلت : «معنى أن يكون لدينا مهرجانا دوليا مخصصا للسينما وفي دورته الرابعة والعشرين ولازال التقديم يعتمد على الإرتجال والإرتباك و«دز تخطف» و«ميكرو واحد تعيس يخدم حوكي وحرايري» وفرقة أجنبية جاءت لتقدم عرضا موسيقيا صارت توضب بنفسها «الكابلوات» وهي خارجة من فوق الرّكح ...ما هذا «التشليك» ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين تذهب الميزانية؟؟؟؟؟؟؟... ومع فيلم الإفتتاح لمحمد الزرن وعن الثورة المجيدة تبدأ «ترص وتغص» في كل ما تتحمله من منغصات التقديم وأنت تمني النفس بفيلم ينسيك الهموم السابقة ...فإذا به يطلع علينا فيلم «ديغاج» و«يمعسلي الكبيدة ويكمّل على مرمتي» بالضربة القاضية ,,, لم افهم حكاية البوعزيزي التي سخرلها الزرن كل طاقاته حتّى يظهره مثل الملاك الطاهر والحاج والشيخ وشوية آخر يردهولنا إله!!!!!» وغير بعيد عن ايام قرطاج تكتب ايمان بن حسين المخرجة السينمائية: «وتستمر برامج الغناء والرقص في القنوات التلفزيه العربيه وتنزف غزه..» وفي ذات الاتجاه يكتب الصديق علي المفتاحي: «أمر غريب: كنت اشاهد للتو تقريرا اخباريا عن مظاهرة حاشدة في شوارع العاصمة نصرة لغزة جميل..في نفس التقرير صور لحفل راقص بنفس الشارع الذي احتضن في الصباح مظاهرة احتجاجية على المجازر..اي انفصام يعيشه هذا الشعب..؟؟؟ في 2008 حضرت مظاهرة في مدينة تونسية تنديدا بالمجزرة التي حدثت في ذلك العام..بدأت المظاهرة بهتاف جميل «غزة غزة رمز العزة» وشيئا فشيئا برزت في الصفوف المتزاحمة صورة بن علي وتغير النداء «بن علي... فلسطين» وانتهت المظاهرة على «بن علي.. بن علي» ...اي انفصام و اي عبثية ؟؟؟» اما اشاعرة هدى بن علي فتقول : «فلسطين لا تحتاج الى قصائد الشعر ولا الى الاغاني التي مللناها ولا الى تلك الخطب الخشبية .... فلسطين تحتاج الى شيء وحيد...... الزحف...». في ظل هذا الانفصام لم يبق لي الا ان اتساءل لماذا يشكو الاطباء النفسانيون البطالة؟ من غزة الى شارع بورقيبة....الى أيام قرطاج... كلو سينما يا بتوع السينما.... ويا يا قلبي لا تحزن....