«مبارك بن الحسناوي نجلاوي» مواطن أصيل منطقة خمودة من معتمدية فوسانة تجاوز الستين من العمر له أربعة أبناء ( ثلاث بنات وولد)، هذا الولد الذي أصبح شابا هو من مواليد 1985 وبعد ولادته ببضع سنوات تعرّض لمتاعب صحيّة أوصلته للاعاقة الذهنية. وفي هذا يقول والده «ولد ابني ولادة طبيعية وبعد سبع سنوات أصابه مرض ولقلة ذات اليد لم أتمكن من مداواته لدى الأطباء المختصين الى أن تعكّرت حالته فأصبح مختلا ذهنيا ولا يستطيع الكلام كما أصبح يتصرّف تصرفات خطيرة كالاعتداء على المارّة ورمي السيارات بالحجارة وأصبح يمثل خطرا على العائلة والأجوار ممّا اضطرّني الى تقييده بسلسلة حديدية وهو على هذه الحالة منذ 18 سنة. معاناة كبيرة أعيشها مع زوجتي فأنا لا أستطيع تركه لوحده حيث أراقبه طول النهار وأثناء الليل أيضا وأنا الوحيد الذي يعطيه الأكل وأقوم بكل حاجياته وأخشى ما أخشاه أن يُشرّد إذا ما فارقت الحياة، لذا أطلب من المسؤولين ايجاد حل لأبني سواء بإيوائه بأحد المستشفيات أو تخصيص منحة شهرية تساعدني على مجابهة مصاريفه، ألا توجد رحمة في قلوب التونسيين قالها باكيا تركنا الأب في حالة نفسية سيئة وتوجهنا الى الأم التي استقبلتنا هي الأخرى بالدموع حسرة ولوعة على فلذة كبدها وهي تراه على تلك الحالة، وأخبرتنا أن حياة العائلة أصبحت جحيما بسبب مأساة ابنها ومن جراء ذلك فإن ابنتها المريضة هي بدورها والمقيمة بمستشفى سهلول بسوسة منذ 6 أشهر بسبب ورم في رأسها لم نستطع زيارتها وأضافت حالتي الاجتماعية لا تسمح لي بزيارة ابنتي بسبب قلة ذات اليد، هذا زيادة على أني أخشى على زوجي المسن من ابني الذي ربما يعتدي عليه بالعنف ولا يجد مسعفا. لذلك فأنا أتناوب مع والده على حراسته في الليل كل منا ينام قليلا ويبقى الآخر متيقظا تحسبا لأي طارئ من جراء تصرف قد يأتيه ابني لذا فنحن في معاناة دائمة ولم نجد آذانا صاغية من المسؤولين لاعانتنا على حالة ابننا وأنا حزينة على حالة ابنتي التي لا أمل لي في نجاتها خاصة بعد الاهمال الذي تعيشه جراء ظروفنا الصعبة ولذلك فإني أتوجه الى كل القلوب الرحيمة أن تنظر لحالتنا بعين «الرحمة».