زار مؤخرا السيد «باتريك» ممثل البنك العالمي ولاية باجة وذلك لمتابعة إنجاز القسط الأخير من مشروع تنمية المناطق الجبلية والغابية. هذا المشروع انطلق يوم 9 مارس 1981 وأوكلت لديوان تنمية المراعي والغابات بالشمال الغربي مهمة متابعته. هذا المشروع يمتد على 4مراحل. الأولى كانت ما بين 1981و1994 ورصد لها 17,3مليون دولار أمريكي والثانية ما بين 1995و2000 ورصد لها 26مليون دولار والثالثة ما بين 2003 و2009 ورصد لها 34,1 مليون دولار والرابعة والأخيرة تمتد من 2011إلى سنة 2016 ورصد لها مبلغ 41,6 مليون دولار أمريكي.
ويهدف المشروع إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمتساكنين مع ضمان تصرف مستدام للموارد الطبيعية من خلال تطبيق المقاربة التشاركية المندمجة..
ومن خلال مرافقتنا للوفد إلى منطقة «المخشبية» وحديثنا إلى بعض المتساكنين ومن بينهم السيد مراد الخلفي لمسنا ارتياحا لما أنجز خاصة بعد غراسة آلاف من أشجار الزيتون وتسييجها لحماية التربة من الانجراف وتهيئة المسالك الفلاحية وأكدوا أن 557 عائلة قد انتفعت من المشروع وتبقى بعض العائلات في حاجة إلى ربطها بشبكة الماء الصالح للشراب رغم قرب المنطقة من سد سيدي سالم كما يأمل المتحدثون في إدراج مشاريع بالمنطقة تهم تربية الأبقار الحلوب وما تتطلبه ومن ذلك مركزا لتجميع الحليب. وهنا تدخل مسؤول من الديوان ليؤكد لمحدثينا أن على سكان المنطقة تقديم طلباتهم الملحة والديوان سيتولى دراستها وإدراج ما هو ممكن وفي حدود تدخله ضمن مخطط القسط الرابع من المشروع.
المحطة الثانية من الزيارة الميدانية كانت منطقة دجبة من معتمدية تيبار والتي تمسح 3817 هكتارا منها 2725 هكتارا صالحة للزراعة و203هكتارات مراعي و275 هكتارا غابات وتضم 3تجمعات سكنية ب874 عائلة ليكون عدد المتساكنين في حدود 3641.
وتتمثل الثروة الحيوانية بالمنطقة في 1006 رأس بقر و4383 رأس غنم و173 رأس ماعز وقد بعثت لجنة التنمية بدجبة في 19 مارس 2005 واستأثرت المنطقة ضمن المشروع الثالث ب 1294 ألف دينار ,وقد انطلقت التحضيرات الأولية لإعداد مخطط التنمية ضمن المشروع الرابع ما بين 2011 و2016. وبيقى التين أبرز نشاط فلاحي المنطقة أن لم نقل النشاط الأوحد خاصة بعد أن أصبحت هذه الثمرة معدة للتصدير. وفي لقاء ببعض أهالي دجبة على غرار السيدين كريم الدجبي ومحمد الناصر الدجبي فقد اكد الأول أن وضع الفلاح صعب جدا إذ أن عمله يعتمد على الطاقة البشرية في غياب الآلات. .اما مساحات الاراضي فهي محدودة جدا وباستثناء العناية بالتين لا يوجد نشاط فلاحي آخر والدولة مطالبة ببعث مشاريع صناعية بالمنطقة. أما السيد محمد الناصر فقد أكد أن مشاكل منطقة دجبة تتلخص في أمرين هما الماء والطرقات وإذا تم توفير الماء بالكميات اللازمة فلن يغادر المنطقة أحد من أبنائها (على حد تعبيره) وقد ضرب مثلا وضعيته إذ أنه وأبناءه الأربعة وأبناء أبنائه يعيشون مما تدره شجرة التين على مساحة هكتار واحد. وأكد محدثنا أن الديوان قدم الكثير للمنطقة ولا يزال ينتظر منه الكثير فقد غرس الآلاف من أشجار الزيتون وهيأ عديد المسالك وعلى المتساكنين المحافظة على هذه الأشجار.
وأما المحطة الثالثة فكانت منطقة عين الدفالي التي تمسح 3700هكتار منها 2840 صالحة للزراعة و200 هكتار مراعي و660 هكتارا غابات وتضم المنطقة 4 تجمعات سكنية تضم 318 عائلة ليكون عدد السكان حوالي 1214. وتتمثل الثروة الحيوانية بالمنطقة في 249 رأس بقر و1541 رأس غنم و227 رأس ماعز وقد بلغت كلفة المشاريع المنجزة بالمنطقة جوالي 1678 ألف دينار ضمن المشروع الثالث للديوان. وقد دخل المشروع الرابع بالمنطقة حيز التنفيذ حيث بلغت كلفة مخطط التنمية المنجز سنة 2012 حوالي 2607 ألف دينار موزعة كالآتي دعم قدرات لجنة ومجمع التمنية 2,7 ألف دينار ورصد مبلغ 256 ألف دينار لدعم الإنتاج الفلاحي والرعوي والأنشطة المدرة للدخل. وبلغت تكاليف التصرف في الموارد الطبيعية 517,3 ألف دينار واستأثر تدعيم البنية التحتية الأساسية ب 1831 ألف دينار.
تدخلات هامة
عقب ثورة 14 جانفي 2011 عرف عمل الديوان فيما يتعلق بالمشاريع المذكورة والممولة من البنك العالمي نوعا من الصعوبات والتي تم تجاوزها بسرعة قياسية فقد شهدت تركيبة الإدارات الجهوية لتنمية المراعي والغابات بالشمال الغربي تغييرات على مستوى المسؤوليات بالديوان كما تم تحيين قائمات المنتفعين والتي كان لعمدة العهد البائد صولات وجولات فيها بما ينفع أهاليه والمقربين إليه قبل المستحقين فعلا.وبات لكل منطقة تدخل لجنة تحدد المنتفعين ومواطن التدخل حسب خصوصيات كل منطقة وحاجياتها.
وقد وقفنا على امتداد الزيارة على مشهد آلاف الأشجار من الزيتون وهي تكسو الجبال حتى الصخرية منها. هذا بالإضافة إلى المسالك التي هيأها الديوان وتحتاج إلى تدخل السلطات الجهوية ليتم تعبيدها لأن دور الديوان يقتصر على التهيئة فقط.
ضيوف ديوان تنمية المراعي والغابات بالشمال الغربي خصوصا وولاية باجة عموما زاروا ثلاث مناطق من التي تمت برمجتها للقسط الرابع من المشروع. الأولى كانت منطقة المخشبية وهي عمادة تمسح 8901 هكتار منها 7710 هكتار صالحة للزراعة و300 هكتار مراعي و290 هكتارا غابات وتعد المنطقة 8 تجمعات سكنية بها 440 عائلة أي ما يقارب 2380 ساكنا وتقدر الثروة الحيوانية بالمنطقة ب 1200 رأس أبقار و4700 رأس أغنام و430 رأس ماعز وتبلغ كلفة مخطط التنمية المنجز بهذه المنطقة سنة 2012 (خلال المشروع الرابع الجاري) 949ألف دينار وتتمحور عناصر المخطط كالآتي : 2,7 ألف دينار لدعم قدرات لجنة ومجمع التنمية. 131,5ألف دينار لدعم الإنتاج الفلاحي والرعوي والأنشطة المدرة للدخل. 315,4 للتصرف في الموارد الطبيعية. 499,5 ألف دينار لتدعيم البنية الأساسية.