قاعات فارغة وابواب موصدة وسياج مهدم وأكداس من الطين والاوحال بساحة المدرسة وبرك من المياه تحيط بالمؤسسة هذا هو حال المدرسة الاعدادية «بسيدي عويدات» بعد الفيضان الاخير حيث تعطلت الدروس بهذه المدرسة الاعدادية منذ 14 نوفمبر الجاري. ودخل الاطار التربوي والاداري والتلاميذ في عطلة اضطرارية إلى اجل غير محدد نتيجة الفيضان الذي حدث مؤخرا .
«الشروق» التقت بالسيد كمال بوراوي مدير المدرسة والذي كان متواجدا بالمؤسسة وحيدا بحكم اقامته هناك ان المدرسة تضررت من الفيضان الاخير وان منسوب مياه الفيضان تجاوز ارتفاعه بقاعات التعليم المتر والنصف مما انجر عن ذلك اتلاف جميع الوسائل والتجهيزات والمعدات الخاصة بالتدريس وهدم جوانب من سور المؤسسة .وصرح ان المدرسة تحولت إلى بحيرة واستحال تواصل العمل التربوي بها ونظرا لهذه الظروف الصعبة ,فقد وقع غلق قسم المبيت والمدرسة بأكملها والدخول في عطلة اضطرارية اجبارية في انتظار الاصلاح والتنظيف والصيانة واعادة تجهيز مخابر الاعلامية واللغات والتقنية والعلوم الطبيعية.
وأكد السيد كمال بوراوي أنه على إثر الفيضان انطلقت الاشغال بالمؤسسة بتدخل من السلط المحلية والجهوية وذلك عن طريق عملة الحضائر بالجهة متمثلة في تنظيف الساحة من الاتربة والاوحال وتنظيف القاعات والمكاتب الادارية .... وتحدث السيد المدير عن قلة التجهيزات والمعدات الخاصة بالتنظيف كما اكد على صعوبة دخول الآلات الماسحة نظرا لارتفاع نسبة الاتربة والاوحال التي اغلقت قنوات تصريف المياه.
كما بين أن ملعب الرياضة تحول إلى بحيرة مشيرا إلى ان هذه المدرسة تعرضت في السنوات السابقة إلى اكثر من اربعة حوادث من جراء الفيضانات نتجت عنها خسائر كبيرة في التجهيزات والمعدات وخاصة على مستوى المخابر والبنى التحتية. ويطالب السيد مدير المدرسة من السلط المعنية بالتفكير في إيجاد حلول فاعلة حتى تفتح المدرسة أبوابها في أقرب وقت ممكن وتنطلق الدروس بصفة عادية وتعويض ما ضاع خلال الثلاثية الاولى التى مرت بدون امتحانات .
كما جدد المدير ثقته في كامل الاطار التربوي بالمدرسة وله امل كبير في بذل مجهودات مضاعفة وتحقيق نتائج افضل رغم كل الصعوبات والعراقيل.
ومن جهة أخرى يقول السيد حمادي شعبان من اهالي المنطقة ان موقع المدرسة الاعدادية غير مناسب لانه ملاصق لوادي ومهدد بأخطار الفيضانات ونرى انه لابد من التفكير في بناء مدرسة اخرى وفي مكان آخر حفاظا على الارواح والتجهيزات والمعدات .
ويقترح السيد سفيان محمد من اهالي الجهة ضرورة تنظيف الوادي المحاذي للمدرسة الاعدادية وتعميق المجرى حماية للمؤسسة وللأهالي.
اما السيد علي بن شعبان الرياحي صاحب مقهى محاذية للمدرسة الاعدادية فإنه يؤكد انه لابد من تعميق مجرى الوادي وتنظيفه وجهره بالكامل على طول 1 كلم ونصف وبناء سياج اسمنتي للمدرسة . كما يطالب اهالي «سيدي عويدات» الذين التقتهم «الشروق» من كل المسؤولين بالعمل الفعلي على ايجاد حل لحماية منظوريهم من اخطار الفيضانات وحماية القرية ككل وعبروا عن قلقهم من غلق المؤسسة وتعطل الدروس بالكامل والانقطاع الاضطراري والاجباري لأبنائهم عن مواصلة الدراسة خلال الثلاثية الاولى للسنة الدراسية الحالية .
وفي هذا الاطار يقول السيد نبيل الحويجي والى زغوان انه منذ حصول الفيضان في منتصف شهر نوفمبر استعدت الولاية بجميع مصالحها لأشغال التنظيف والاصلاح بالمدرسة وبين ان تلك الاوحال يصعب ازالتها الا بالطريقة اليدوية وهذا يتطلب وقتا وأوضح انه منشغل بهذا الموضوع مشيرا إلى ان موقع بناء المدرسة الاعدادية غير مناسب بالمرة..
وطالب السيد الوالي من السلط المعنية ضرورة بناء مدرسة إعدادية أخرى بالجهة وفي مكان آخر وقال إن مواصلة استغلال هذه المؤسسة يتطلب مصاريف سنوية كبيرة تعادل بناء مدرسة اخرى وختم حديثه مطمئنا الاولياء ومنظوريهم بانطلاق الدروس في أقرب الآجال وفي احسن الحالات.
كما دعا الاسرة التربوية بالمدرسة الاعدادية بسيدي عويدات بمختلف اصنافها بالعمل على مضاعفة المجهود اثناء العودة بعد حادثة الفيضان والعمل على تعويض ما ضاع من دروس خلال الثلاثية الاولى واكد على ثقته الكبيرة في كامل افراد الاسرة التربوية المعنية بولاية زغوان عموما.