قضّى تلاميذ المرحلة الابتدائية بتمغزة سنتين متتاليتين مشتتين بين المدرسة الإعدادية والمعهد الثانوي بتمغزة للدراسة بهما بعد أن ألحقت الفيضانات التي شهدتها معتمدية تمغزة خلال شهر سبتمبر 2009 أضرارا فادحة بالمدرسة الابتدائية الوحيدة بتمغزة وصارت مهددة بالسقوط وهي من أقدم مدارس الجهة تأسست سنة 1947 وبلغ عدد التلاميذ المرسمين بها 223 تلميذا خلال السنة الدراسية 2010/2011 درّسهم 16 معلما وبها تسع قاعات وتبعد عن التجمعات السكنية حوالي 6 كلم. وهذه المدرسة عرضة إلى الفيضانات والسيول بسبب موقعها في مجرى وادي «المصلّى» و«الفريد» المتميزين بقوة تدفقهما وسرعتهما. وانتظر أهالي مدينة تمغزة أن يتمّ الاستغناء عنها وتبنى لهم مدرسة جديدة قريبة من التجمعات السكنية بسبب قدم هذه الأخيرة ولإبعاد أبنائهم عن أخطار الكوارث الطبيعية لكن السلطات والمصالح المعنية اتخذت قرارها بالقيام بإصلاحات بهذه المدرسة فرصدت لها حوالي 188 ألف دينار. وكانت الإصلاحات المنجزة حسب شهادة الأولياء دون المطلوب فالمجموعة الصحية أبوابها حديدية قديمة رديئة ولم يتم تعويضها ولم يقع الترفيع في مستوى علوّ القاعات عن الساحة لمنع تسرّب المياه إليها وهي إصلاحات واكبها مدير المدرسة وطالب بجبر كل الأضرار فتمّ إعلامه بأن المبلغ المرصود غير كاف لذلك. وطوال مدة الأشغال التي استغرقت حوالي سنتين وهي الآن على وشك الانتهاء اعترضت التلاميذ والإطار التربوي والأولياء صعوبات عديدة قال عنها أحد معلمي المدرسة المربي عبد الحفيظ كرامتي إنها أثرت سلبا على المستوى التعليمي للتلاميذ فتردّى مستواهم فهم تلقّوا دروسا نظرية وغابت التطبيقات لعدم توفر الوسائل التعليمية الخاصة بتلاميذ التعليم الابتدائي بالمدرسة الاعدادية والمعهد مثل خرائط مادتي التاريخ والجغرافيا ووسائل الإيقاظ العلمي ووجدوا صعوبة في طباعة التمارين المعدة للدعم والعلاج والتقييم بسبب وجود الآلة الناسخة بالمدرسة البعيدة عن الاعدادية والمعهد والمدير يقضي يومه متنقلا بين المدرسة الابتدائية والمعهد لزيارة زملائه وتمرير المراسلات الإدارية لهم للاطلاع عليها والأولياء دائما يبحثون عن المدير من فضاء إلى آخر وعامل المدرسة يقضي بدوره يومه متنقلا بين المؤسسات الثلاثة لتسليم المنتفعين بأكلات المطعم المدرسي وجباتهم وتنظيف قاعات الدراسة... ورغم الصعوبات المعترضة حرص المعلمون على عزل تلاميذ الابتدائي عن تلاميذ الاعدادي والثانوي بتغيير مواعيد أوقات راحتهم ودخولهم إلى قاعات الدراسة وخروجهم منها بسبب اختلافهم عنهم في النضج البدني والفكري. ولئن أصبحت المدرسة الابتدائية بتمغزة جاهزة لاستئناف الدراسة فيها خلال السنة المقبلة فإن أهالي تمغزة يعتبرون هذه المدرسة تشكل خطرا محدقا بأبنائهم فهي تقع في مجرى واديين عرضة للفيضانات والسيول الجارفة والاصلاحات لم تكن في حجم أضرارها وهي بعيدة عن ثلثي عدد تلاميذ المدرسة الذين يقطعون يوميا حوالي 6 كلم للوصول إليها والعودة منها وينشدون وزارة التربية إحداث مدرسة جديدة لهم قريبة من التجمعات السكنية بتمغزة وفي موقع محمي من خطر الكوارث الطبيعية.