احتضن أمس شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة مسيرة سلمية انطلقت من بطحاء محمد علي مساندة لأهالي سليانة. المسيرة نظمها الاتحاد العام لطلبة تونس والجبهة الشعبية وجمعت حشدا كبيرا من التلاميذ والطلبة بمختلف المعاهد والكليات بالعاصمة. أبناء ولاية سليانة عبّروا من خلال رفضهم للسياسة «الاستبدادية» التي مارستها الحكومة ضد أبناء الجهة والتي خلّفت أثارا مادية ومعنوية جسيمة لديهم. «صف واحد في النضال تلامذة وطلبة وعمال» «يا حكومة الالتفاف الشعب يعاني في الارياف»، «بعد قفصة وبعد تالة الشرارة في سليانة» ، «رش كرطوش التوانسة ما يخافوش»، «سليانة حرة حرة والنهضة على برّة»... هي مختلف الشعارات التي رددها أمس المحتجون مندّدين بالقمع البوليسي الذي تعرّض اليه شباب سليانة والذي أفقد بعضهم بصره وخرّب أجساد البعض الآخر مؤكدين ان أهاليها اليوم يطالبون برفع الحصار عليهم من قبل «جحافل» الأمن كما ندد المتظاهرون بتصريحات كل من السيد علي العريض وزير الداخلية وحمادي الجبالي رئيس الحكومة التي لم تهدئ من روعهم بقدر مازادت في بث حالة التشنّج والاحتقان في نفوسهم خاصة انهم لمسوا فيها عنادا وتحديا وأحيانا تشفيا وهو مازاد في حدة توتّر الوضع بالجهة واصرارهم على إقالة الوالي.
خير الدين السلامي أحد أبناء سليانة أكد لنا ان حوالي 50 ألف مواطن خرجوا أمس في مسيرة سلمية تجاوزت حدود الولاية ببعض الكيلومترات قبل أن تعود اليها مجددا تعبيرا منهم عن رفضهم للوضع الذي آلت اليه المنطقة والتعامل السلبي للحكومة مع مطالبهم.
وأضاف خير الدين السلامي ان خطاب الجبالي استفز الأهالي حيث مرّر رسالة يؤكد من خلالها ان الحكومة لا تعبأ بجرحى المنطقة وتتمسّك بقراراتها الاحادية وأوضح ان أهالي سليانة انتظروا تفاعلا ايجابيا مع مطالبهم التي كان قد وعد بها الوالي الذي ضحى لأجله رئيس الحكومة بآلاف المواطنين. احد المتظاهرين تساءل عن نوعية السلاح الذي اعتمدته قوات الامن بكل شراسة لقمع المتظاهرين وعدم استعماله في المظاهرات السابقة التي كانت أخطر بكثير مما عاشته ولاية سليانة وأرجع ذلك الى غضب الحكومة من أهاليها الذين لم يصوّتوا لها في الانتخابات. المسيرة لقيت حضورا أمنيا مكثفا طوّق كامل شارع الحبيب بورقيبة تأهبا لما قد ينجرّ من انفلاتات خاصة أمام حالة الغضب التي كان عليها المحتجون الذين كانوا بين الحين والآخر يرفعون شعارات مستفزة لأعوان الأمن ولوزارة الداخلية.