انتظمت ظهيرة أمس وقفة احتجاجية في ساحة البوعزيزي لمساندة أهالي ولاية سليانة التي شهدت في اليومين الأخيرين أحداثا خطيرة على إثر الإضراب الذي نفذه الأهالي هناك من أجل تحقيق مطالب تنموية عادلة حسب تعبير المحتجين وتجاوزت الحد ليصاب خلالها عديد المحتجين بإصابات بليغة من جراء استعمال قنابل مسيلة للدموع ورصاص حي (رش) ثم تحولت الوقفة إلى مسيرة سلمية جابت طول الشارع الرئيسي ذهابا وإيابا شارك فيها ممثلو الأحزاب والنقابات والجمعيات والمستقلون ورددوا فيها شعارات مكتوبة من بينها «العصيان العصيان حتى يسقط الإخوان» و«كلنا سليانة والشعب أكبر من الوالي» و«الشوارع والصدام حتى يسقط النظام» و«الشعب يريد إسقاط الحكومة» و«رش كرطوش التوانسة ما يخافوش» و«لا خوف لا رعب السلطة في يد الشعب» و«يا حكومة عار عار سليانة شعلت نار» و«التشغيل استحقاق لا خلاف ولا نفاق». ووصف العديد من المحتجين الذين استجوبتهم «التونسية» أثناء المسيرة بأن الأفعال المرتكبة في حق أهاليهم في سليانة جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم ولا بد من محاسبة مرتكبيها مهما كانت انتماءاتهم أو مواقعهم وهي جريمة لا يمكن السكوت عنها وعلى المنظمات الحقوقية التصدي لمثل هذه الانتهاكات انتصارا لحقوق الإنسان والمقاربة الحقوقية الكونية. الناطق الرسمي للجنة المتابعة ودعم أهالي سيدي بوزيد في إضراب جوع دخل صبيحة أمس عطية العثموني أمين حزب الإرادة التونسية (و المنسق العام للهيئة الوطنية للثورة) في إضراب جوع بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد تضامنا مع أهالي ولاية سليانة وتنديدا بالممارسات التي وصفها بالقمعية والتي استهدفت مواطنين أبرياء وطالب العثموني بإقالة والي سليانة حالا انسجاما مع مطالب الأهالي هناك وسعيا لنزع فتيل التوتر وسحب جميع القوات الأمنية المسببة في الانتهاكات التي تعرض لها المحتجون في سليانة، كما طالب أعضاء المجلس التأسيسي بمساءلة وزير الداخلية باعتباره المسؤول الأول عن الأحداث الأليمة والإصابات البليغة التي تعرض لها أبناء سليانة وباستقالة كل أعضاء المجلس التأسيسي الأحرار في الضغط على الحكومة لوضع حد لهذه الممارسات والاستجابة إلى مطالب الشعب في التنمية العادلة.