هي عميدة المذيعات في التلفزيون التونسي... وهي أول وجه يظهر على الشاشة ليعلن عن ميلاد التلفزيون التونسي... كان ذلك يوم 31 ماي 1966. ... وهي أيضا أميرة الأناقة والحضور الركحي المشع حبا وإقبالا على الحياة في أبهى وأجلّ مظاهرها.
... هي الرسامة العصامية التي كتبت أحلى قصص الحب والوفاء والانتصار للمرأة... هي نزيهة المغربي التي تمر اليوم 11 سنة على رحيلها الى دار الخلد... ... ففي مثل هذا اليوم ومنذ 11 سنة غادرتنا في صمت نزيهة المغربي.. غادرت الحياة دون صخب ودون ضوضاء. نزيهة المغربي التي أعطت للعمل التلفزيوني طعما خاصا.. فيه اجتهاد وبحث وتجديد.. دون صخب أو تعالي.
نزيهة المغربي عنوان العطاء والابداع دون مَنّ ولا مواربة.. كتبت صفحات مضيئة خالدة في مسيرة التلفزيون التونسي... مذيعة ربط ومنشطة ومنتجة برامج.. لعل أبرز ما قدمته بعد تنشيطها لمنوعة «لكل الناس» على امتداد خمس سنوات فتح نافذة على الفنون التشكيلية دفاعا وابرازا وانتصارا لهذه التعبيرة الفنية الابداعية التي لم تلق هوى لدى المنتجين.. فكان أن بادرت نزيهة المغربي بحسّها الابداعي المرهف أن تنصت للرسامين وتتوقف عند ابداعاتهم وتعاطيهم مع الألوان بما تحمله من مضامين وأحاسيس ولا غرابة ان تنتصر نزيهة المغربي لهذا الفن الانساني النبيل وهي التي تتعاطاه بكل حبّ... فجاءت لوحاتها التشكيلية صفحات تشع أملا وطموحا وإرادة وسعيا نحو الافضل والأرقى والأجمل...
في رسومات نزيهة المغربي بهجة الحياة وعشق لمعاني الجمال في الوجود وانتصار للإنسان الحالم والمكافح والطموح لقهر الصعاب والصعود الى القمة... هي إرادة الانسان الذي لا يقهر.. ومن هنا فإن رسومات نزيهة المغربي تضج بالحياة وبالخلود... فالانسان حديث بعده.. ونزيهة المغربي آثارها خالدة، وهي خالدة في البال.