«منابع التنوير في الثقافة العربية الاسلامية» محور العدد الجديد من مجلة «الحياة الثقافية» في نسختها ال205 لشهر سبتمبر 2009 وقد صدر هذا العدد في 159 صفحة أتى على عدة مواضيع هامة تمسّ الحياة الثقافية وعرّج على عديد الدراسات على غرار «ملامح من التنوير في فكر الشيخ عبد العزيز الثعالبي من خلال «روح التحرّر في القرآن» و«مفهوم الحرية السياسية لدى الطهطاوي وخير الدين». وقد حاولت أسرة التحرير في هذا العدد أن تكون ملمّة وشاملة ومحيطة بكل المواضيع محافظة على الأركان التي عهدتها المجلة.. مثل ركن «قراءات ومقاربات»، الذي وردت فيه مقالات لمجموعة من الكتاب تحت عناوين مختلفة «القبيلة الدولة والاقتصاد» للكاتب الحبيب الجنحاني مستخلصا ملاحظاته من الواقع التاريخي الذي عاشه المجتمع العربي الاسلامي في حقبه المختلفة كما أشارت الكاتبة جليلة الطريطر في تقديمها لنص «أيّة حياة هي» أو «سيرة البدايات» لعبد الرحمان مجيد الربيعي الى أن هذا التعب هو فاتحة لحظة كتابية جديدة في تاريخ المؤلف لأنها رسمت الخطوة الحاسمة التي قطعها الربيعي في اتجاه إرساء أولى لبنات ما يسمى ب«مشروعه الاعترافي السير ذاتي». هذا الى جانب عدة قرارات أخرى في «المنزع الإنسي آخر حصن ضد البربرية» بقلم ادوارد سعيد تعريب محمد رؤوف بلحسن. فنون تشكيلية وفي ركن الفنون التشكيلية اهتمّ هذا العدد الجديد من مجلة «الحياة الثقافية» بتجربة الرسامة يمينة العيوني تحت عنوان «توليفات ابداعية حداثية في خطاب الانسان والجسد والتراث أعدّها إبراهيم بن أحمد، وقد أثرى هذا الركن بمجموعة من اللوحات جاءت بعناوين مختلفة (تسلّط، الفراخ والبندقية، النسر والوردة..) تعود الى الرسامة يمينة العيوني التي أكدت أنها مبدعة لها رؤية في هذا المجال. قصة وشعر «غياهب الوهم» هو عنوان القصة القصيرة التي افتتح بها ركن «قصّة» وتعود الى الكاتبة هيام فرشيشي الى جانب «غوص في المجهول» لعبد الرحمان رشيد التواتي. ودون أن تغفل المجلة عن الشعر فقد أوردت للشاعر منصف الهمامي قصيدة «الشمس تشرق باكرا ثلة من الآخرين..» ولسندس بكار «هل.. أنام؟». لتكون الصفحات الأخيرة من المجلة الثقافية محمّلة ب«مكتبة الحياة الثقافية» التي أوردت مجموعة من الاصدارات الأدبية والشعرية من تونس ومن العالم العربي. ونحن ننهي تصفح مجلة الحياة الثقافية لا يمكن أن يفوتنا التركيز على الغلاف الذي جاء محمّلا بصور من تونس الحضارة والتاريخ بجامعها الزيتوني وأبنائها الأحرار.