أصبحت فلسطين الليلة قبل الماضية دولة مراقبا في الاممالمتحدة وذلك بعد عملية تصويت تاريخية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هلل اثرها الفلسطينيون في رام اللهوغزة وعارضتها الولاياتالمتحدة واسرائيل اللتين تلقتا صفعة فلسطينية على حد استنتاج صحيفة أمريكية. وبأغلبية 138 دولة مقابل 9 ضد وامتناع 41 دولة عن التصويت وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة على رفع التمثيل الفلسطيني الى صفة «دولة غير عضو مراقب» بعدما كان حتى الان «كيانا» مراقبا.
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة «مراقب» يمثّل ضربة للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أكثر من 130 دولة وافقت على منح فلسطين صفة مراقب غير عضو، فيما يعد انتصارًا للدبلوماسية الفلسطينية وتوبيخًا حادًا لكل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وقالت الصحيفة: «التصويت لم يجعل الفلسطينيين أو الإسرائيليين قريبين من الهدف الذين يقولون إنهم يسعون إليه حتى الآن، وهو دولتان تعيشان جنبا إلى جنب، كما أنه لم يحقق الوحدة الفلسطينية، وقد ردت كل من إسرائيل وحماس على أحداث يوم أمس بشكل انتقادي على الرغم من اختلاف الأسباب».
وأضافت: «الوضع الجديد يمنح الفلسطينيين المزيد من الأدوات لتحدي إسرائيل في المحافل الدولية القانونية ضد الأنشطة التي تقوم بها في الضفة الغربيةالمحتلة، بما في ذلك بناء المستوطنات، كما أنه يساعد في تدعيم السلطة الفلسطينية التي ضعفت بعد ثمانية أيام من المعارك بين خصمها حماس وإسرائيل». وتابعت الصحيفة: «لكن حتى مع احتفال حشد صغير لكنه محدد بألفي شخص في وسط رام الله بالضفة الغربية بهذا الانتصار، وتلويحهم بالأعلام ورقصهم، كان هناك شعور بالحيرة».
ونقلت الصحيفة عن أحد المحتفلين قوله إنه يأمل أن يكون هذا جيدا، لكن كيف يمكن الاستفادة منه. وأشارت إلى أن أحداث الربيع العربي على مدار العامين الماضيين قد أدت إلى تهميش القضية الفلسطينية إلى حد ما مع تركيز الدول على تطلعاتها السياسية أكثر من اهتمامها بالصراع الفلسطيني. والتصويت في الجمعية العامة، والذى يأتي بعد فترة وجيزة من الحرب في غزة، يضع الفلسطينيين مرة أخرى ولو فترة وجيزة في مركز النقاش الدولي. وعن موقف حماس، قالت الصحيفة: «الحركة دعمت رسميا المساعي الفلسطينية في الأممالمتحدة، لكنها سرعان ما انتقدت خطاب عباس في الأممالمتحدة لأنها لا تعترف بإسرائيل».
على طريق الدولة
واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول تعليق له اثر التصويت ان هذا القرار هو «انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية». وأكد عباس «هذا انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية والقانون مضيفا «أشكر الشعب الفلسطيني وأقدم له التهنئة بهذا الانجاز، كما اشكر شعوب الأمة العربية والاسلامية واحرار العالم الذين صوتوا لصالح فلسطين». وأضاف «أعد شعبنا الفلسطيني باستمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مساجد وكنائس القدس الشريف». من جهته قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة «اليوم هزم الاحتلال الاسرائيلي وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطين»، مضيفا «نطلب من دول العالم وخاصة الولاياتالمتحدة ان تجبر اسرائيل على انهاء الاحتلال».
بدوره قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تعليقا على القرار التاريخي «بعد التصويت قواعد اللعبة السياسية تغيرت، وفلسطين أصبحت معترفا فيها من الاممالمتحدة». وأضاف عريقات «اليوم وضعت فلسطين على خارطة الجغرافيا وبين الدول والشعوب». ويشكل هذا الوضع الدولي الجديد الذي يصبح معه متاحا للفلسطينيين العضوية في منظمات الاممالمتحدة والمعاهدات الدولية، نصرا دبلوماسيا كبيرا رغم أنه يعرض السلطة الفلسطنية الى عقوبات مالية أمريكية واسرائيلية.
وتضمن القرار الذي اقرته الجمعية العامة نصا يعرب عن «الأمل بان ينظر مجلس الأمن ايجابا» في قبول طلب الدولة الكاملة العضوية في الاممالمتحدة الذي قدمه عباس في سبتمبر 2011 وتعثر في مجلس الامن بفعل تهديد الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض (فيتو). ويدعو القرار ايضا الى استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المتعثرة منذ اكثر من سنتين للوصول الى «تسوية سلمية» تسمح بقيام دولة فلسطينية «تعيش بجانب اسرائيل في سلام وامن على اساس حدود ما قبل .1967 وفي خطابه من على منبر الجمعية العامة قبيل التصويت على القرار طالب الرئيس الفلسطيني الجمعية العامة ب«اصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين».