بعد الاعلان عن تعليق الاضراب لمدة 15 يوما وعودة الحياة الى طبيعتها خرج اهالي سليانة ليشاركوا في حملات النظافة التي شملت جل الاحياء وخاصة منها التي لحقها الضرر ايام المواجهات وهي حركة تنم عن وعي السكان. حملات التنظيف انطلقت في حدود الخامسة مساء من يوم الاحد وحتى اثناء الليل وتواصلت صباح يوم الاثنين وبعد ان علقت النيابة الخصوصية نشاطها مساندة منها لمطالب الاهالي عادت هي بدورها لتشرع في تنظيف الشوارع وازالة الحجارة التي كانت مرمية وسط الطرقات ..
الجميع هب الى الشارع وكل يقوم بدوره شباب وكهول واطفال وحتى الشيوخ حاولوا قدر المستطاع ان يشاركوا الاهالي حملات التنظيف ودن استثناء فجل الفئات الاجتماعية ساهمت بدورها في الواجب الوطني حسب تعبيرهم ...
البعض التزم الصمت واكتفى بالعمل في حين ظلت بعض المجموعات الاخرى تقوم بالتنظيف والحديث عن المستقبل القريب لولاية سليانة كلهم يحلمون بغد افضل للجهة ورغم الاختلافات في محاور الحديث والتوجهات السياسية للعديد منهم الا ان حب الوطن كان يجمعهم ورغم برودة الطقس التي بدأت تؤثر في الحاضرين الا ان ذلك لم يمنع الجميع من مواصلة عمليات التنظيف التي امتدت على ساعات من الليلة الفاصلة بين يومي الاحد والاثنين ...الابتسامة كانت تلوح على محيا الاهالي زادت من حماستهم مؤازرة النسوة لمدهم بالمشروبات والمأكولات .
«لا تهمني التجاذبات السياسية ولا تهمني قرارات الحكومة اوالاتحاد الجهوي للشغل ولا يهمني حتى من يحكم البلاد»قالها احد الشبان الذي كان منهمكا في رفع الفضلات من امام مقر الولاية ليضيف«همي الوحيد الرقي بسليانة وتحقيق التنمية العادلة بعيدا عن المزايدات والمغالطة على حساب سكان المدينة» ..
ليتدخل صديق له قائلا بحماس «هذه رسالتنا الى الحكومة نظفنا بقايا قنابل الغاز المسيل للدموع الذي خنق اطفالنا وازحنا بقايا «الرش» الذي خرق اجسادنا رسالتنا للحكومة باننا لسنا مخربين انما طالبنا بحقوقنا المشروعة فصدتنا بالسلاح وها نحن نقوم بواجبنا وما دفعنا لذلك هواحساسنا العميق بحب ارض الاجداد التي رفضت الطغيان والجبروت سابقا لنواصل الاقتداء بهم بعيدا عن اي اجندات سياسية أو حزبية».
احد المصابين كان يشارك حملات النظافة وبغضب شديد اراد تبليغ رسالته المتمثلة في ان الحديث حول تسلم العديد من المواطنين الاموال لا حداث الشغب لا اساس له من الصحة وباستهزاء صرح هل هناك من يمولنا في حملات النظافة ..ورغم ما بقي من خرابات في بعض الاماكن الا ان ما يمكن قوله ان سليانةالمدينة تتجمل