على غرار النموذج العراقي، بدأ الحلف الأطلسي في رسم خارطة تدخله العسكري في سوريا متذرعا بالأسلحة الكيمياوية فيما حذرت واشنطندمشق من مغبة استعمال هذه النوعية من الأسلحة والتي نفت سوريا حيازتها مؤكدة أنها لن تستعملها ان وجدت. أعلن أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في كلمة افتتاح مجلس «الناتو» الوزاري في بروكسيل أن توفر السلاح الكيميائي في سوريا يعد مبررا كافيا لدعم نصب نظام الدفاع الجوي التركي.
منظومات الباتريوت في تركيا
وأعرب راسموسن عن ثقته بأن يتبنى مجلس «الناتو» قرارا سياسيا بارسال منظومات «باتريوت» الصاروخية المضادة للجو الى تركيا.وقال في هذا السياق «سيحمل أي نشر لأسلحة «الناتو» في تركيا طابعا دفاعيا بحتا، ولن يهدف الى تشكيل منطقة حظر جوي او تنفيذ أية عمليات هجومية أخرى». حسب زعمه وتعبيره.
وأضاف «في ما يتعلق بخطر استخدام سوريا المحتمل للسلاح الكيميائي فإن هذا الأمر يعد أمرا غير مقبول اطلاقا للأسرة الدولية. وسيلي ردا حاسم على ذلك فورا».ولفت الأمين العام ل««الناتو»» الى أن هدف ارسال منظومات «باتريوت» الصاروخية المضادة للجو الى تركيا هو حماية الشعب التركي وأراضيه من أخطار محتملة. وهو الهدف الذي تم استحداث «الناتو» من أجله، أو بالاحرى ضمان أمن أعضائه.
يذكر أن أنقرة وجهت في نوفمبر الماضي الى شركائها في ««الناتو»» طلبا رسميا بارسال منظومات «باتريوت» الصاروخية المضادة للجو الى الحدود مع سوريا. وقال راسموسن معلقا على الموعد المحتمل لوصول تلك المنظومات الى الأراضي التركية انه يتوجب على برلمانات كل من الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا التنسيق في ارسال قواتها الى تركيا، وذلك على اثر موافقة «الناتو» على ذلك.
وبعد ذلك سيقوم حلف شمال الأطلسي بتأمين تشكيل البعثة ( الوحدة) بأسرع وقت والتنسيق في عملها.
أوباما يحذر
في هذه الأثناء، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة قبل الماضية الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية ضد قوات المعارضة.وقال أوباما في تصريحات أمام تجمع لخبراء في الانتشار النووي «ان استخدام أسلحة كيميائية غير مقبول أبدا واذا ارتكبت الخطأ المأساوي باستخدام تلك الأسلحة فستكون هناك عواقب وستحاسب».
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن استخدام سوريا أسلحتها الكيميائية سيؤدي الى «رد فعل» من الأسرة الدولية.
وقال فنسان فلورياني، مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن «كل استخدام لهذه الأسلحة الكيميائية من قبل (الرئيس السوري) بشار الأسد لن يكون مقبولا»، وأضاف أن «على المسؤولين السوريين أن يعرفوا أن الأسرة الدولية تراقبهم ولن تبقى من دون ردة فعل اذا ما استخدموا أسلحتهم».
ويرى مراقبون في هذا التحرك استنساخا لتجربة العراق حيث استخدم الغرب مزاعم استخباراتية تفيد بوجود أسلحة كيمياوية لضرب العراق ولتدمير حضارته وبنيته التحتية.