يقف اليوم الشابان شاهين بالرّيش وأسامة بوعجيلة أمام المحكمة الابتدائية بقابس بعد إحالتهما في حالة سراح بثلاث تهم هي نشر أخبار زائفة وخرق قانون الطوارئ والكتابة على الجدران العمومية بلا رخصة. سيشارك اليوم عدد كبير من الفنانين والمبدعين بدعوة من الرابطة التونسية للدفاع عن الحقوق الثقافية في وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بقابس احتجاجا على محاكمة اثنين من المجموعة الفنية «زواولة» وقد أعلن عدد كبير من المحامين نيابتهم عن المتهمين مثل العميد عبد الستار بن موسى وراضية النصراوي والناصر العويني وشكري بلعيد وشرف الدين القليل وجلال الهمامي ورياض الفرحاني وغيرهم كما أعلن عدد من الفنانين حضور هذه الوقفة مساندة للشابين مثل فاطمة بن سعيدان ونصر الدين السهيلي وبندر مان والحبيب بلهادي والناشطة لينا بن مهني وعدد كبير من الوجوه الحقوقية والثقافية كما أصدرت النقابات الثقافية والمنظمات مثل نقابة مهن الفنون التشكيلية والجامعة التونسية لنوادي السينما واتحاد الكتاب التونسيين بيانات مساندة وتنديد بالمحاكمة التي اعتبروها محاكمة لحرية التعبير.
قضية شاهين بالرّيش خرّيج المعهد العالي للفنون والملتميديا وأسامة بوعجيلة طالب في المرحلة الثالثة قانون أعمال وجدت مساندة في العالم إذ أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا طالبت فيه بإيقاف التتبع القضائي ضد الشابين.
الحكاية
أطوار هذه القضية تعود الى يوم 3 نوفمبر عندما خرج الطالبان في نزهة ليلية في شوارع مدينة قابس لممارسة هوايتهما في الكتابة والرسم على الجدران المعروفة بفن «القرافيك» والتعبير عن أحلام الفئات الشعبية في الحياة الكريمة وعن شواغل «الزواولة» فباغتتهما دورية أمنية أطلقت الرصاص في الهواء فلاذا بالفرار، وبعد أيام تمّ استدعاؤهما من قبل فرقة الأبحاث بمدينة قابس التي أحالتهما على السيد وكيل الجمهورية الذي أبلغهما بما نسب إليهما.
قضية شاهين بالرّيش وأسامة بوعجيلة تحولت الي قضية رأي عام وستتابعها اليوم العديد من وسائل الاعلام التونسية والدولية وتعدّ هذه القضية سابقة بعد 14 جانفي 2011 التي حرّرت التونسيين ومنحتهم مجالات واسعة للتعبير والابداع ومن المصادفات أن تتزامن المحاكمة مع ذكرى اغتيال شهيد الوطن والحرية فرحات حشاد.