كشفت صحيفة «التايمز البريطانية» أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا أعدتا خطة عسكرية لمهاجمة سوريا برياً بمشاركة قوات من تركيا واسرائيل والأردن وذلك ووسط مباركة دولية وخليجية لمثل هذه الخطوة المجنونة التي تتذرع بها هذه الاطراف بناء على مزاعم وافتراءات بامتلاك سوريا لاسلحة كيمياوية. وبموجب الخطة المتوقعة سيقوم نحو 75 الف عسكري من القوات البرية ووحدات الكوماندوز بالسيطرة على منشآت الأسلحة الكيماوية السورية ، فضلا عن فرض حظر للطيران في الأجواء السورية لمنع أي طائرة حربية سورية من ضرب أهدافها بصواريخ مزودة برؤوس كيماوية.
وأكد مسؤول أمريكي أن أي إجراء ستتخذه بلاده ضد سوريا حال استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه لن يتطلب وقتا طويلا لأن القوات الأمريكية تتمركز الآن في المنطقة.
وقال المسؤول رافضا ذكر اسمه: «إن الولاياتالمتحدةالأمريكية على أهبة الاستعداد للتدخل عسكريا في سوريا خلال أيام، إذا استخدم الأسد الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه»، حسبما نقلت قناة «العربية» الاخبارية الفضائية امس..
وكان مسؤولون أمريكيون آخرون، قد ذكروا أن الخيارات التي تدرسها واشنطن للتعامل مع هذه المشكلة تتراوح بين غارات جوية وهجمات محددة تشنها قوى إقليمية لتأمين الأسلحة الكيمياوية..
وذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي «بنيامين نتنياهو» قال إن اسرائيل تتابع عن كثب مع المجتمع الدولي التطورات في سوريا الخاصة بمستودعات الاسلحة الكيماوية .
واضاف ان اسرائيل تتفق مع الادارة الامريكية في موقفها الحازم بهذا الصدد، و بذل كل الجهود لمنع النظام السوري من استخدام هذه الاسلحة وعدم تسربها الى جهات إرهابية .
وقال ملك الأردن عبد الله الثاني إن بلاده لن تكون طرفا بأي تدخل عسكري في سوريا، وكشف عن تفاوت في رؤية الأردن مع دول الخليج من حل الأزمة بسوريا وشكل العلاقة مع المعارضة لنظام بشار الأسد.
وأكد الملك الاردني -في مقابلة مع صحيفة الرأي الأردنية شبه الرسمية- أن «الأردن لن يكون طرفا في أي تدخل عسكري، فهذا يتناقض مع مواقفنا ومبادئنا ومصالحنا الوطنية العليا».
واعتبر أن الحل السياسي هو السبيل الأمثل للأزمة في سوريا، و إن مقومات نجاح هذا الحل «هي تَوَفُّر أجواء عربية ودولية متفاهمة وداعمة للخروج من حالة التأزيم والتدهور، وهذا من شأنه أن يقود إلى انتقال سياسي في سوريا وعملية تحول ديمقراطي ومصالحة وطنية تساعد على طي صفحة العنف والالتفات إلى المستقبل. ويجب أن تكون جميع القوى والطوائف متوافقة على مضامين الحل السياسي من أجل الحفاظ على تماسك سوريا ووحدة وسيادة ترابها وشعبها».
علاقة الأردن بدول الخليج تاريخية وإستراتيجية وتكاملية، ونقدر المواقف المشرفة لدول الخليج العربي، خصوصا دعمهم الموصول له تحت مختلف الظروفوحذر الملك الأردني مما وصفها «تداعيات كارثية» في حال «الفشل في الوصول إلى حل سياسي وتأخره».
وردا على سؤال يتعلق بمدى تأثر علاقة الأردن بدول الخليج العربي بسبب الموقف من الأزمة في سوريا، قال عبد الله الثاني «قد يكون هناك تفاوت في المواقف وشكل العلاقة مع المعارضة السورية والرؤية في التعامل معها، ولكن هناك تفهم لخصوصية هذه المواقف».
من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن الانتقال السياسي للسلطة في سوريا يبقى «أكثر ضرورة وحتمية» للحفاظ على وحدة هذا البلد أرضا وشعبا.
وأضاف ردا على سؤال ان «توحيد المعارضة واستمرار توحيد الفصائل الباقية هو أهم حدث في الفترة الأخيرة وإذا استمر هذا التوجه فسيزيد ذلك من فعالية المعارضة». لكنه اعتبر ان «توحيد المعارضة شيء وتوحيد مجلس الامن شيء اخر».
وقال الفيصل ان «المعارضة والائتلاف قادران على ادارة الوضع في سوريا ما بعد بشار الاسد ستحافظ على وحدتها وستعامل شعبها بمساواة» مضيفا«لديهم عمل شاق لاعادة بناء سوريا حيث الوضع مأسوي نتيجة الدمار والقصف» حسب تعبيره.».
من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا أبلغت الحكومة السورية بأن اي استخدام للاسلحة الكيماوية سيكون له «عواقب وخيمة» في حلقة جديدة من سلسلة تحذيرات من جانب القوى العالمية.
وكان هيغ يتحدث بعد ان قصفت القوات السورية مناطق للمعارضة قرب دمشق في هجوم مضاد يهدف الى القضاء على المكاسب التي حققتها قوات المعارضة حول العاصمة.
وقال هيغ للصحفيين على هامش اجتماع لوزراء خارجية الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في بروكسل «أصبحنا في الأيام الأخيرة أكثر قلقا بشأنها (الاسلحة الكيماوية) لنفس اسباب قلق الولاياتالمتحدة على حد قوله..»
وأضاف «وقد أرسلنا بالفعل رسالتنا الخاصة الواضحة للنظام السوري - إليهم مباشرة - بشأن العواقب الوخيمة لاستخدام مثل هذه الاسلحة.»
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما الاثنين الماضي ان الرئيس بشار الاسد سيحاسب على أي استخدام للاسلحة الكيماوية.