السيد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي لازم ولا يزال الصمت حيال العديد من التطورات الوطنية ولم يبرز بالوجه المطلوب خاصة في المحطات الصعبة والمعقدة والمتوترة ، وحتى حينما كان يتدخل فهو يبقى عاجزا عن تلبية متطلبات المهمة التاريخية التي يضطلع بها على راس اهم مؤسسة في البلاد بعد الثورة . البعض يرى في تصرفات وسياسة بن جعفر حذرا مبالغا فيه وكان الرجل يحتسب لحركاته بل ربما حتى همساته حسابا دقيقا جداً لا يقطع علاقته بالائتلاف الحاكم ولا ينقطع عن بقية أطراف الطيف السياسي ومكونات المجتمع المدني ، كما ان العديدين يحملونه مسؤولية التأخير الحاصل في اعمال المجلس الوطني التأسيسي التي طالت اكثر من اللزوم.
والطريف ان غياباته المتكررة عن رئاسة الجلسات أعطت صورة خاطئة عن وظيفته وقدرته على ضبط الامور وطرحت اكثر من سؤال عن أهليته لقيادة دولة كاملة ان لم يثبت جدارته على إدارة شؤون 217 نائبا في التأسيسي.
هذا دون ان نتجاهل الحديث عن الأوضاع الصعبة والغامضة داخل حزبه والتي جعلت منه حزبا برأسين في ضوء الحضور المكثف وغير المبرر للناطق الرسمي للحزب محمد بنور والتي كانت تدخلاته في اتجاه واحد هو مخالفة شريكي التكتل في الحكم في غالبية المسائل التي تطرح على الساحة السياسية.