نظمت الجمعية التونسية للدراسات السياسية بالحمامات مؤخرا مؤتمرها الخامس تحت عنوان الثورة المضادة وحضر هذا المؤتمر العديد من الفاعلين السياسيين في بلادنا. فأي تأثير للثورة المضادة على الانتقال الديمقراطي؟ الصحبي عتيق: «الادارة والإعلام والقضاء»
اعتبر عضو المجلس التأسيسي وعضو حركة النهضة الصحبي عتيق ان الثورة المضادة هي المنظومة التي جاءت الثورة لمقاومتها وهي تتجلى في تواصل هذه المنظومة على مستوى الادارة والإعلام والقضاء والعلاقات الخارجية. وأضاف أن الثورة المضادة تمثلها عدة قوى من أزلام النظام السابق والمال الفاسد وبقايا المنظومة السابقة وتظهر ايضا حسب تصريحه في اعادة احياء التراث البورقيبي وبن علي الى جانب اخراج التصريحات عن سياقها وفتح المنابر للفاسدين واستعمال الملفات الحساسة للمزايدة واتهام بعض الافراد بالتغول والاعتصامات والاضرابات العشوائية، واعتبر أن الاشكال اليوم يتمثل في تخندق البعض مع من يمثلون الثورة المضادة.
رضا بالحاج: «المماطلة ومحاصرة الاعلام»
وفي المقابل اعتبر عضو المكتب التنفيذي لحزب نداء تونس رضا بالحاج أن الثورة المضادة تتمظهر في تعطيل المسار الانتقالي وتعطيل تحقيق أهداف الثورة، وأكد أن من أهداف الثورة هي الكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة والتنمية الجهوية العادلة. كما صرّح بأن تعطّل تركيز هيئة الانتخابات وتعطل كتابة الدستور والمماطلة في تحديد تاريخ جدي للانتخابات ومحاصرة الاعلام هي بوادر انتكاسة في الانتقال الديمقراطي وهي مظهر من مظاهر الثورة المضادة.وأضاف أن الترويكا هي من يهدد المسار الانتقالي، ونفى ان يكون لحزب نداء تونس علاقة بالثورة المضادة بل اعتبره على العكس من حقق التداول على السلطة وحقق النجاح في الانتقال الديمقراطي في مرحلته الاولى. واعتبر ان مشروع تحصين الثورة هو مظهر من مظاهر الثورة المضادة، وأكد ان المطروح على تونس اليوم هو حوار وطني وجدي يشمل كل الاطراف لتأمين اجتياز هذه المرحلة الدقيقة.
حمة الهمامي: «عدم تحقيق أهداف الثورة»
أكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أن أغلبية القوى في المجلس التأسيسي لم تؤمن بالثورة وتريد أخذ السلطة وتمارسها كما هي وليس لها برنامج ثورة.واتهم الاطراف الحاكمة بتهميش القضايا الاساسية ورأى أن كل من يعرقل المسار الثوري ويحول دون تحقيق أهداف الثورة من عدالة اجتماعية وحرية وتشغيل فهو بالضرورة يمثل الثورة المضادة.وأكد حاجة تونس الى حكومة أزمة مصغرة تعتمد على الكفاءات وأبدى الاستعداد للمشاركة في حكومة حسب برنامج يتوافق مع مبادئ الجبهة الشعبية.
أما بالنسبة الى مشروع تحصين الثورة فقد أكد عدم قبوله لهذا المشروع بصيغته الحالية واعتبره تحصينا للترويكا فقط ويكون تحصين الثورة حسب تصريحه بدستور جيّد وعدالة انتقالية.
محمد الفاضل موسى: « مناهضة الحقوق والحريات»
اما عضو المجلس التأسيسي عن الكتلة الديمقراطية محمد الفاضل موسى فيرى ان كل ثورة لها ثورة مضادة ترافقها وتتزامن معها فكلما ضعفت الثورة انتعشت الثورة المضادة تدريجيا. واعتبر أن كل مناهض للحقوق والحريات الفردية والعامة أي كل من يقف أمام تركيز الدولة المدنية يمثل الثورة المضادة.