ما أوسع الفكرة، وما أضيق اللحظة.. هكذا تجسّد هذا الشعار في اختتام تظاهرة ملتقى البشير عطية للمسرح الذي نظمته جمعيتا «مسرح البحر» و«ذات الهلالين» للفنون الركحية، وبدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بالمهدية في الفترة الفاصلة بين 30 نوفمبر و2 ديسمبر. هذا الملتقى الذي كان افتتاحه حدثا وحديثا، حيث تجمعت المدينة حول كرنفال جاب شوارع المهدية، كرنفال في شكل احتجاج للاحتياج الفني، كرنفال طفح بالرغبة في ولوج المواطنة كمعطى واستحقاق، فتلبّست المدينة بمسار الفعل الثقافي الحق نسجت في جو كرنفالي جسّد الرغبة في الحياة من أجل الحياة، وفاضت الجماهير نحو دار الثقافة تبحث عن «الكاترسيس» في لذة المشاهدة داخل عرض «طرق عساليج» لمركز الكاف للفنون الدرامية والركحية فكان المسرح السياسي خارج ثلوج السياسة وبرودة ممارستها في دفء السخرية من أخلاقياتها فكان السؤال حول اليسار ومساءلة اليمين لليسار، ومساءلة اليسار لليسار، فبدا العرض مكملا لطروحات الملتقى الذي يبحث في علائقية المسرح والمواطنة الى أن تركز السؤال المركزي اللجوج «أي مسرح نريد؟» من خلال ندوة فكرية أشرف عليها المسرحي حسن المؤذن والدكتور أحمد خواجة.
أما العرض الثاني فقد حملنا مركز صفاقس للفنون الركحية والدرامية الى مدارات «غوغول» من خلال مسرحية «الكبوط» في اخراج لأمير العيوني لتحملنا السينوغرافيا المتحركة الى تحريك ميثولوجيا اليومي المتكلس، الى ان جاء عرض حارس القصر للمخرج جمال العروي والذي استعرض سرقة الآثار في أثر فني مسرحي غنائي.