تمكنت صباح أمس الأول فرقة الحرس الحدودي بمعتمدية فرنانة من ولاية جندوبة من اماطة اللثام عن عملية تهريب لكمية هامة من الأسلحة الحربية وبعض المعدات التي تستعمل في التدريب على القتال. وكانت فرقة الأبحاث المركزية بالعوينة قد تلقت معلومات مفادها وجود عصابة تخطط للقيام بعمليات تهريب واسعة فتم تكثيف مجهودات المراقبة والتفتيش. وقد ذكرت مصادرنا أن فرقة الحرس الحدودي تمكنت من ايقاف شاحنة من نوع «كيا» رقم سلسلتها 105 /707 بيضاء اللون كانت تتجه نحوالحدود التونسية الجزائرية عبر قرية السلايمية بعد أن اشتبه في سائقها ومرافقيه الذين حاولوا تمويه أعوان الحرس .
واضافت مصادرنا أن السيارة كانت محملة بمعدات حربية من بينها متفجرات وأسلحة كلاشينكوف وقنابل وذخيرة وبعض المواد التي عادة ما تستعمل لصنع المتفجرات هذا بالإضافة الى حجز بعض الكتيبات تحتوي على بعض دروس التدرب على القتال وكيفية استعمال السلاح بشكل فردي وجماعي. وأكدت مصادرنا أن الشاحنة كانت محملة أيضا بمعدات غذائية في شكل مصّبرات وألبسة عسكرية وأخرى أفغانية.
كما أضافت مصادرنا أنه تم حجز خرائط مرسومة بالأيادي تبرز الطرقات المعقدة التي تؤدي الى الجزائر والبعيدة عن انظار الدوريات الأمنية والعسكرية كما وقع ضبط خرائط تتضمن مواقع الدوريات الامنية والعسكرية الواقعة على الحدود التونسية والجزائرية.
وقد نجحت الفرقة الأمنية في القبض على شابين وهما من متساكني ولاية جندوبة ومحسوبان على التيار السلفي فيما تحصن نفرين بالفرار وذلك حسب ما ذكرت مصادرنا التي أكدت أن الأبحاث مازالت متواصلة للقبض على بقية أفراد العصابة والكشف عن بقية مخططاتها .وأكدت مصادرنا أن هذه العملية تشرف عليها بعض الأطراف الجزائرية والتونسية التي يشتبه في انتمائها الى تنظيم القاعدة والتي تخطط للقيام بعمليات ارهابية.
وقد تم تحرير محضر في الغرض في انتظار استكمال الأبحاث وتقديمهم الى العدالة لإتخاذ الإجراءات القانونية في شأنهم وقد وجدت هذه العملية استحسانا كبيرا صلب أهالي منطقة فرنانة وكذلك أهالي ولاية جندوبة وذلك لتكرر العمليات الارهابية التي كثيرا ما تكون نهايتها السجن.
وباتصالنا بالناطق الرسمي لوزارة الداخلية خالد طروش للاستفسار عن الحادثة ذكر أن الواقعة حصلت فعلا ولكنه ليست لديه تفاصيل عنها. ومن جهة أخرى تكتم مركز الحرس الوطني بفرنانة عن مدنا بأية تفاصيل عن الحادثة مؤكدا أن هذه الواقعة من الأسرار المهنية ولا يمكن الإفصاح عنها.
وفي علاقة بهذه الحادثة، ذكرت مصادر رسمية أن أعوان الحرس الوطني بالكاف تمكنوا من حجز مسدسات وملابس عسكرية في الجهة، وتعتقد هذه المصادر أن المحجوزات كانت على ذمة عناصر جهادية، خصوصا وأن المعلومات الأولية تفيد بعلاقتها الوثيقة بالشاحنة التي تم إيقافها في جهة فرنانة بولاية جندوبة. ويبدو أن المحققين قد عثروا على أدلة أولية تفيد أن الشاحنة قد تكون انطلقت من ولاية الكاف محملة بالأسلحة والمواد الحربية الأخرى نحو جهة فرنانة للعبور بين المسالك الجبلية الوعرة والمعروفة بكثافات غاباتها وصعوبة مراقبتها للمرور إلى الجزائر. وتجدر الإشارة الى أنه سيتم عرض المواد السائلة التي وقع حجزها على التحليل لمعرفة مكوناتها ولماذا تستعمل.