لقد شهد العالم العربي حراكا سياسيا نتيجة ثورات عنيفة منها التي كانت عفوية ومنها ما كانت مرتبطة بالفشل الذريع الذي منيت به الولاياتالمتحدةالأمريكية في العراق وأفغانستان وبعد هزيمتها النكراء أمام القاعدة توجهت أمريكا لتغير الأنظمة العربية العلمانية بأنظمة إسلامية معتدلة حسب صناعتها الاستخباراتية ومن بين هذه الدول سوريا التي وقفت منذ أمد بعيد سدا منيعا أمام التوسع الامبريالي الصهيوني في تحقيق الهيمنة الاستعمارية على المنطقة برمتها فكان جيشها مدافعا عن لبنان مكبلا الهزيمة والخيبة للوجود الأمريكي سنة1982 وكذلك إخراج الوجود الصهيوني مدحورا بالقوة دون الرجوع إلى القرارات الدولية وحرب تموز التي قادها حزب الله بالوكالة عن سوريا سنة 2006 إلا دليل على ذلك كما يدفعنا الحق بان ننظر بعين ثاقبة إلى فشل المشروع الأمريكي في العراق بعد الضربات الموجعة من المقاومة العراقية الباسلة التي كانت تتلقى الدعم من القيادة السورية حيث ترك الجيش الأمريكي قرابة سبعة آلاف قطعة سلاح حربية متسللا ليلا للخروج من هذا البلد العظيم دون حضور الاعلام زيادة على الخسائر التي مني بها في الأرواح والإعاقات التي لحقت بعناصره وهذه النتائج التي منيت بها أمريكا ستؤدي حتما إلى الانتقام باسم دعم الانتفاضة السورية فسعت كعادتها إلى التعبئة من كل الأقطار العربية وتم الضغط على الدول المجاورة لفتح الحدود وتهريب السلاح والمقاتلين. والهدف من ذلك هو ولادة عالم جديد وجغرافيا جديدة ولكن الجيش السوري مازال يقول كلمته على الميدان فهي هجمة تقويضية لقدرات المقاومة في الوطن العربي ودمشق التي حملت لواء الأمة العربية للوقوف ضد الهيمنة الامبريالية الصهيونية هاهي اليوم تتعرض إلى مؤامرة خسيسة وللأسف الشديد البيت العربي الذي تمثله الجامعة العربية لم يحقق أي مصلحة لأي دولة عربية بل كانت أدوات لتمرير القرارات التي تساهم في تدمير الأمة والدول التي عارضت إسرائيل والمصالح الامبريالية وخير دليل العراق وليبيا وأرى أن كل الأعمال التي قامت بها المعارضة من تخريب المؤسسات وتدمير البنية التحتية والتفجير الذي يتم بعمل تكنولوجي وتقني واستخباراتي تشارك فيه معظم الدول لسفك الدماء بطرق بشعة لاتمت بصلة إلى الإنسانية وما نستخلصه أن الهدف ليس إسقاط النظام السوري وإنما تدمير مقدرات هذا البلد بسبب مواقفه المعادية ودعمه للمقاومة وصراع مصالح الدول العظمى وامتلاك سوريا لجيش قوي وعقائدي جذوره شعبية مما يجعل سقوط هذا النظام من المستحيل أما الطرح الطائفي فهو خروج عن الدين ويتنافى مع طبيعة المجتمع السوري ومكوناته التاريخية وقد اعتمدت سوريا على جيشها العقائدي لأن حماية الوطن والمحافظة على السيادة الوطنية في كافة أنحاء العالم توكل إلى الجيش وليس إلى الخصم وما نستخلصه أن سفك دماء السوريين يلتقي مع النهج اليهودي الذي يبيح دماء كل الأنماط البشرية ما عدا اليهود فدماؤهم محرمة ولهذا أدعو جميع الأطياف السياسية المتناخرة ومن يدعم هذا الشقاق بين الأخوة السوريين إلى أن يرفعوا أيديهم عن سوريا وأن يفعلوا موضوع الحوار لأنه الطريق الوحيد للخروج من الأزمة والاحتكام إلى الحوار ورفض التدخل الخارجي وقبول المبادرات التي تحافظ على السيادة الوطنية وتؤدي إلى ظهور معدلات دولية جديدة فيها تحقق الدول المستضعفة وجودها وقرارها السيادي لأن مشروع إسرائيل تفتيت الدول المجاورة واستبدال إسرائيل الكبرى بإسرائيل العظمى وتحقيق الفتنة الطائفية وتغيير الإسلام بإسلام تكفيري قائم على القتل والتمثيل بالجثث وهذا ما وقع عليه البيان الصهيوني قبل 3 سنوات في سيسيليا وأرى أن ما يجري في سوريا هو عمل إجرامي مدعوم من أمريكا وإسرائيل بالمال والسلاح دون خسارة جندي واحد إذن فالحرية لا تتحقق في العالم العربي إلا بوعي الشعوب بالمشروع الصهيوني الامبريالي البغيض الذي يهدف إلى هدم مقدرات الأمة العربية وافتكاك جميع الممرات الاقتصادية منها.