حرص الأمين العام حسين العباسي كعادته على مصافحة كل أعضاء الهيئة الادارية الوطنية في بهو نزل الديبلوماسي الذي يحتضن الاجتماع لكنه كان في تلك اللحظات واثقا أنه سيواجه اجتماعا سيكون ربما من أصعب اجتماعات الهيئات الادارية التي يشرف عليها. أمام الهيئة الادارية كان الخيار الصعب وهو مواجهة قرار بتعليق أو إلغاء الاضراب العام وهو قرار مثل منعطف هذه المرحلة من تاريخ الاتحاد. هيمنت التجاذبات بشدة على اجتماع الهيئة الادارية للإتحاد العام التونسي للشغل صباح أمس وقد تواصل الاجتماع إلى غاية الخامسة من مساء أمس عكس ما كان متوقعا حيث كان من المفروض انهائه في الساعة منتصف النهار على أقصى تقدير.
كلمة الأمين العام
في افتتاح الهيئة الادارية استمع كل الأعضاء بانتباه شديد لكلمة الأمين العام حسين العباسي الذي أكد أنه يتحدث بصراحة وبشفافية مطلقة. وفي كلمته أكد العباسي أن السلطة اهتمت بالخلافات وأهملت التنمية بالأحداث التي عرفتها ولايات سليانة وسيدي بوزيد من جراء التهميش وغياب التنمية وتفشي البطالة.
وقال إن ازدياد الاحتقان أدى إلى ممارسة العنف بدرجة كبيرة بالاضافة إلى الاحتقان فقد ساهمت الخطابات والتصريحات النارية للسياسيين في تغذية العنف. وبيّن العباسي أن الاتحاد وقف ويقف دائما إلى جانب الشعب وإلى جانب قضاياه وحقوقه وأنه لن يقبل بأن يمر الاعتداء عليه وعلى مناضليه دون عقاب ودون أن يتحمل كل طرف مسؤولياته.
اختلاف
لكن الهيئة الادارية التي اجتمعت أمس لم يجمع في البداية كل أعضائها على مشروع الاتفاق مع الوفد الحكومي كما أن أعضاء داخل الهيئة الادارية عارضوا الاتفاق ومنهم من تمسك بالاضراب وبعدم الغائه لكن أغلب الجهات والقطاعات وخاصة الجهات المؤثرة مثل جهة صفاقس كانت مع تعليق الاضراب وعدم تنفيذه يوم 13 ديسمبر الجاري وفي النهاية أجمعت كل الهيئة الادارية على الغاء الاتفاق.
ضغوطات
لم تسلم الهيئة الادارية من الضغوطات «الخارجية» حيث كانت أعداد من النقابيين قد تجمعت في بطحاء محمد علي وأمام نزل الديبلوماسي ترفع الشعارات المنادية بتنفيذ الاضراب العام وترفض الغائه لكن كان صوت الهيئة الادارية هو الحاسم. برهن «العباسي» على حسن ادارته لاجتماع الهيئة الادارية واقناعها بمشروع الاتفاق مع الحكومة. كانت الحكمة هي اتخاذ قرار شجاع ودراسة كل المعطيات والظروف والانعكاسات والنظر بعمق لكل الجوانب واستطاع «العباسي» اتخاذ الموقف الشجاع ومحافظا بذلك على وحدة الاتحاد وصلابة هياكله.