تحت شعار «الحكومة المفتوحة والشفافية» انعقد بمنوبة اجتماع شعبي نظمته تنسيقية «الترويكا» الجهوية بحضور الدكتورة سهام بادي عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ووزيرة شؤون المرأة والأسرة والسيد عبد الكريم الهاروني ممثل حركة النهضة. وقد خاضت المداخلات التي استهل بها اللقاء غمار الحرب «الباردة» التي تعيشها النخبة الحزبية في قطبيها الرئيسيين من «ائتلاف الترويكا» والمعارضة بما تشمله بدورها من اقطاب موازية لها وأطراف اعتبرتها السيدة وزيرة المرأة «العدو» الذي بات يبحث عبر اساليب انزلاقية للوصول الى الحكم ولتحصيل غنائم باءت محاولاتهم في الاستحقاق الانتخابي بالحصول عليها.
وقد اتهمت في محضر حديثها عن احداث سليانة تلك الاطراف التي عجزت عن تقديم البديل للشعب التونسية فظل همها الوحيد رشق الحكومة بوابل من الانتقادات وبسيل من عبارات الفشل والاصطياد في الفرص العكرة من احتجاجات واعتصامات اعتبرتها بعضها وخاصة في الجهات الداخلية مشروعة على اعتبار مناداتها بالشغل والكرامة وهي شعارات قامت من اجلها الثورة. ووجهت اصابع الاتهام في ما يحدث الى بعض رموز النظام السابق في الادارة والامن والقضاء والإعلام «المأجور» حسب تعبيرها والمتهم في نظرها بتشويه الحقائق والتعتيم على الانجازات معتبرة اياها العدو الاوحد للشعب والثورة ولتونس, الذي يقف حجر عثرة امام مسارها الانتقالي فالحكومة «وان اخطأت وتباطأت في التنمية ليست الخطر بل الخطر يكمن في من تعلموا من السياسة قذارتها وتمرسوا على انحرافاتها والتواءاتها فكان لهم من الذكاء والدهاء ما حوّل وجهة الشعب التونسي وشوّش على اهتماماته».
نضال وطني تاريخي
وقد أكد السيد عبد الكريم الهاروني ضرورة الوفاق وذلك خلال مداخلته التي استهلها باستعراض التاريخ النضالي والوطني لمناضلي الائتلاف الحكومي ولأطوار وحقبات النجاح التي احرزوها منذ تاريخ الانتخابات فضلا على مواطن فشل من اعتبرهم بأزلام النظام الفاسد وجيوب الردة.
وأكد في الاطار ان نجاح الحكومة الحالية ظهر منذ الثورة بتموقعها في المعارضة وقد زاد الامر وأنعش ثقتها بعد الانتخابات حيث برهنت للشعب التونسي انها قادرة بكفاءاتها على تحدي الصعوبات واجتياز كافة الامتحانات وعلى ادارة البلاد بحكمة متعرضا بالشرح إلى سلسلة المشاكل المفتعلة التي اختلقتها المعارضة بهدف تعجيز الحكومة وإظهارها في مظهر العاجز الفاشل موجها ردا صريحا «تغلبنا عليهم بالوفاق وسنغلبهم في الانتخابات القادمة بالوفاق».
هذا واعترف الهاروني في محضر حديثه بأخطاء الحكومة مبرزا أنها خسرت وقتا طويلا في متابعة ملفات الفساد وعملت في صمت كما غرقت في ملفات ومتاهات وجرائم ارتكبها أزلام النظام السابق مؤكدا «ارتكبنا اخطاء لكننا لم نرتكب جرائم في حق الشعب التونسي ولن نرتكب..ولن نرد على الجدل بالجدل بل بالعمل ..نحن في موقع القوة ولن نشك رغم الصعوبات في كوننا نتقدم بخطة ثابتة نحو النجاح».