يتميز محمد القوماني -الناطق الرسمي للتحالف الديمقراطي - بتجربة كبيرة في العمل السياسي والنشاط الحزبي وكان في العديد من المناسبات عنصر توفيق وتقريب لوجهات النظر بين مختلف الفرقاء السياسيين، «الشروق» سألت الأستاذ القوماني لمعرفة قراءته لما حصل من أحداث خلال الأسبوع المنقضي بدت مهمة ومفصلية في هذه الفترة الحساسة. الاتفاق حول إلغاء الإضراب
الاتفاق الذي أبرم بين وفدي الحكومة و اتحاد الشغل وتم بموجبه إقرار إلغاء الإضراب أتى في الوقت المناسب وغلب المصلحة الوطنية وراع دقة المرحلة التي تعيشها تونس سجلنا بكل ارتياح حصول هذا الاتفاق وجنب البلاد حالة انقسام ومخاطر كانت محدقة ونأمل أن يكون هذا الاتفاق خطوة في اتجاه انعقاد مائدة الحوار الوطني التي من المفروض أن تنظر في القضايا الخلافية الرئيسية التي مازالت تعكر المناخ العام وتقف وراء التجاذبات الحاصلة والاحتقان وبدون حصول توافق وطني نخشى أن تتكرر الأزمات الجزئية. الجدل حول رابطات حماية الثورة
الجدال متكرر حول رابطات حماية الثورة المتهمة بممارسة التحرش و العنف ضد خصوم السلطة بلغ ذروته مع أحداث ساحة محمد علي في 4 ديسمبر وأعتقد أن محضر الاتفاق الذي نص على التحقيق في هذه الأحداث واحالة من يثبت تورطهم على القضاء هو الحل الأسلم لأن ما يذكره البعض من حل هذه الرابطات بقرار سياسي دون الرجوع إلى القضاء نخشى أن يكرس سابقة لا تتناسب مع مقتضيات وحرية التنظم التي أتاحتها الثورة كما نخشى أن تكون تعلة لقرارات اعتباطية أخرى في حل جمعيات أو أحزاب دون سند قضائي والأهم في موضوع العنف السياسي أن يحصل حوار ويتم الاتفاق على ميثاق في التعامل بين المتنافسين لأن الاجراءات القانونية وحدها لا تكفي لحل هذه المشكلة وتجنيب البلاد مخاطرها.
الاشتباكات المسلحة
الاشتباكات المسلحة على الحدود التونسية الجزائرية وتواتر الأخبار حول ايقاف مسلحين في مناطق مختلفة من البلاد مؤشرات جدية على أن تونس في هذه المرحلة الانتقالية تقع تحت خطر التهديد الارهابي وان استمرار الانقسام السياسي والتجاذبات الحاصلة والوضع الأمني الهش لا تساعد على التصدي لهذا الخطر وهذا عنصر إضافي يدعونا إلى ضرورة التعجيل بانعقاد مائدة الحوار الوطني.
حديث رئيس الحكومة
تجديد رئيس الحكومة الدعوة الى إجراء انتخابات في آخر جوان نفهم دافعه لكننا نرى أن هذا التاريخ غير مناسب لأن متطلبات إجراء الانتخابات وخاصة تشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات للإشراف على الانتخابات ووضع قانون انتخابي والفراغ من كتابة الدستور وإقراره مسائل لا نعتقد أن الفترة التي تفصلنا عن شهر جوان كافية لانجازها. والمهم ليس أن تنظم الانتخابات في أي تاريخ وبأي شروط ولكن الأهم أن تجرى في مناخ سليم وأن تحظى بالمصداقية وأن يقبل الجميع بنتائجها ولا يمكن أن يكون التاريخ موفيا لهذه الشروط إلا إذا تم التوافق عليه بين جميع المعنيين وتم إقراره بنص قانوني.
المصادقة على هيئة الانتخابات
القانون المحدث للهيئة العليا المستقلة للانتخابات خطوة مهمة رغم الوقت الطويل الذي أخذه وهذا القانون مرضي في مجمله ويبقي التوافق على المترشحين وتشكيل الهيئة فعليا وانطلاقها في أشغالها هو الأهم ونعتقد أن الصعوبات مازالت تحول دون ذلك في ظل أزمة الثقة المتبادلة، ونأمل أن تكون الهيئة القادمة محل رضا من مختلف الأطراف.
الاستفتاء في مصر
الانقسام الحاد في مصر الذي ظهر منذ الانتخابات الرئاسية لم يساعد على استقرار الأمور والاستفتاء حول الدستور نخشى أن لا يحل المشكل مهما كانت نتائجه ويبدو أن الحالة المصرية مهددة بالاستقطاب الحاد بين الإسلاميين وخصومهم ويبدو أن كسر هذا الاستقطاب وحصول اختراق بالتوافق بين الإسلاميين والبعض من معارضيهم شرط للخروج من هذه الوضعية الصعبة فالذين ثاروا على الاستبداد في البلدان العربية مازالوا يخشون من هيمنة أي طرف على مقاليد الحكم.
من هو محمد القوماني؟
محمد القوماني كان واحدا من قيادات الحزب الديمقراطي التقدمي ومدير مالي ومحرر بجريدة الموقف. عضو سابق بالهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في الفترة الممتدة بين 1994 و2011. عضو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي. كما شغل منصب الأمين العام السابق لحزب الإصلاح والتنمية وحاليا هو الناطق الرسمي للتحالف الديمقراطي.