قياسا مع كمّ التلوّث الذي تعيشه يوميّا معتمديّة عقارب من ولاية صفاقس فإنّ المناطق الخضراء بالمدينة قليلة ومهجورة وحتى المحميّة الطبيعيّة بالجهة تعاني مشاكل بالجملة وأهم هذه المشاكل أن هذه المحمية صارت عرضة للصيد العشوائي. فمدينة عقارب تحيط بها مصادر التلوّث من كلّ جانب بدءا بالمنطقة الصناعيّة، مرورا بإفرازات المصانع المتمثّلة في المواد الكمياوية وفضلات المرجين وصولا إلى المصبّ الجهوي للفضلات بالقنّة الذي يمثّل كارثة بيئيّة بكلّ المقاييس.
ويعاني السكان من مخلّفات التلوث يوميّا من خلال الروائح التي تدخل المنازل دون استئذان، وغير بعيد عن هذا الصبّ توجد أكبر ساحة خضراء غير مستغلّة بفعل العديد من العوامل متمثّلة في المحميّة الطبيعيّة الوحيدة بالجهة ككلّ وهي محميّة «القنّة» التي من المفروض أن تساهم في التوازن البيئي وتخفيف عبء التلوّث وتكون فضاء ترفيهيّا.
إلّا أنّها أصبحت بدورها تهدّد السكّان المجاورين لأنّ هذه المحميّة تضمّ بعض الحيوانات التي تشكّل خطرا مثل الخنزير البرّي والثعابين والأفاعي التي يتمّ جلبها من حين إلى آخر. كما أنّ محميّة القنّة بدورها صارت عرضة للصيد العشوائي في مواسم الصّيد ومواسم تحجير الصيد ممّا جعل بعض حيواناتها مهددّة بالانقراض خصوصا في فترة ما بعد الثورة.
وباتّصالنا بالسيّد طه التريكي رئيس الاتحاد المحلّي للفلّاحين بعقارب أكّد لنا بدوره حصول هذه الممارسات من قبل بعض هواة الصيد من غير أبناء المنطقة بفعل عدم توفّر الحماية اللّازمة لهذه المحميّة من قبل إدارة الغابات. حيث تعدّدت خروقات القانون ومداهمة المحميّة ليلا من قبل سيّارات رباعيّة الدفع لصيد الأرنب بفعل غياب السّياج والحراسة ليلا.
وقد طالب السيّد طه التريكي بتسييج هذه المحميّة في القريب العاجل وتكوين لجنة لإنقاذ مئات الهكتارات. ولم لا تخصيص دوريات أمنيّة حتى لا تندثر هذه المحميّة الطبيعية التي من المفروض أن تعزّز بحيوانات أخرى على غرار الغزال والإبل حتى تصبح فضاء ترفيهيا وتعليميا وسياحيّا.
ولم يخف محدّثنا أنّ هنالك اتّصالات من الاتحاد المحلّي للفلّاحين مع السلط الجهويّة المعنيّة لإنقاذ محميّة القنّة.
من جهة أخرى أكّد لنا أحد العاملين بالمحميّة أنّ المحميّة مهدّدة بالاندثار رغم ما يقوم به عمّال الحضائر من مجهودات لتظلّ خضراء بغطائها النباتي المميّز لكنّ الصيد العشوائي وغياب السياج يهدّدان هذه الثروة الطبيعيّة الوطنيّة ما لم يتمّ التعجيل بإيجاد الحلول المناسبة.