لبحث خصوصية مهرجان صفاقس الدولي، نظمت المندوبية الجهوية للثقافة نهاية الاسبوع الفارط بالجهة جلسة عمل مع هياكل المجتمع المدني بالمركب الثقافي محمد الجموسي.. الاقتراحات كانت كثيرة وجدية.. والمطلوب مزيد النقاش لبلوغ حلول تتناغم وحجم المهرجان. اللقاء حضره عدد كبير من المثقفين والاعلاميين والمندوبة الجهوية للثقافة ربيعة بن فقيرة التي بينت في البداية ان وزارة الثقافة قررت تعيين الهيئة المديرة للمهرجان لمدة ثلاث سنوات مبرزة أن بلدية صفاقس الكبرى الشريك الفعلي للمهرجان ستواصل دعم هذه التظاهرة.
الحضور من مثقفين والاعلاميين عبروا عن استيائهم من التعيينات التي تقرها وزارة الثقافة للاشراف على حظوظ أكبر مهرجان بالجهة أي مهرجان صفاقس الدولي مقترحين أن يكون اختيار الأعضاء بالانتخاب.
كما أثار الحضور اهمال الندوات الفكرية وغياب خط صحيح لاستقطاب المثقف المشغول بالأحداث السياسية مشيرين الى ضعف ميزانية المهرجان وموارده المالية متوقفين عند وضعية الفضاء الصيفي سيدي منصور وهو الفضاء الذي تدور فيه فعاليات المهرجان.
وبعيدا عن هذه الاقتراحات، يمكن القول أن مهرجان صفاقس الدولي هو واحد من أكبر مهرجانات البلاد وأعرقها، وقد عرفت هذه التظاهرة أوجها بعد استكمال فضاء سيدي منصور الذي تحول الى قبلة لأكبر الفنانين على المستوى الوطني والعربي.
وقد تحول مهرجان صفاقس الدولي الى منافس لمهرجان قرطاج ومهرجان الحمامات اللذين تشرف عليهما وزارة الثقافة مباشرة، وافتك الأضواء في عديد السهرات من هذه التظاهرات الكبرى بالبلاد.
مهرجان صفاقس الدولي أوثالث المهرجانات الكبرى بتونس وأكبر تظاهرة بالجنوب نجح في استقطاب أكبر النجوم العربية بالرغم من ميزانيته المحدودة مقارنة باشعاعه، ورغم المطالبة المتكررة باقحامه ضمن المهرجانات التي تشرف عليها وزارة الثقافة مباشرة، الا أن الجهات المسؤولة غضت الطرف عن هذا المطلب الشرعي ليبقى مهرجان صفاقس الدولي بميزانية محدودة للغاية.
ومما يثير الاستغراب في مهرجان صفاقس الدولي، طريقة تعيين هيئته التي تبقى خاضعة لأهواء الولاة والبلدية والمندوبية الجهوية للثقافة، فالمهرجان بلا جمعية، وطريقة تسييره تتم بهيئة معينة لا تتمتع بأية استقلالية.. مجموع هذه النقاط وغيرها الكثير تستوجب التمعن فيها ومناقشتها للخروج بحلول تخدم مهرجان صفاقس الدولي وتعيد اشعاعه وألقه بل وتعمل على تطويره بما يخدم المشهد الثقافي والسياحي بعاصمة الجنوب صفاقس..
المندوبية الجهوية للثقافة حسنا فعلت حين فتحت الموضوع وبسطته على طاولة النقاش، لكن التعجل في اتخاذ القرار قد لا يكون صائبا، والمطلوب المزيد من الحوار حول هذه التظاهرة الكبرى في جهة تزخر بالطاقات الابداعية.