مازال متساكنو قرية «مدين» ينتظرون تدخلا من السلط المعنية لتحسين البنية التحتية لمنطقتهم التي نخرها النسيان وطالها التهميش لعقود خلت، وحتى الأحلام التي نبضت مع اندلاع الثورة بدأت تتلاشى بعد مرور عامين على تاريخ 14 جانفي. حالة الطرقات بكل أ نهج قرية مدين وعددها قرابة 4 يندى لها الجبين من فرط الحالة الرديئة والمزرية التي عليها هذه الطرقات الشبيهة بالمسالك الفلاحية، مما جعل البعض منهم يقدمون عديد الشكايات سواء لمعتمد المنطقة أو للسلط الجهوية من أجل تهذيبها وصيانتها، لكن إلى حد الان مازالت دار لقمان على حالها. فحالة الطرقات بهذه الأنهج كثيرا ما شكلت هاجسا لدى السكان سواء عند تهاطل الأمطار وما يخلفه سيلان المياه من برك ماء وأوحال يعسر على المترجل التواصل معه.
أما فيما يتعلق بالإنارة داخل أحياء هذه القرية فهي تعتبر منعدمة تماما بالرغم من تواجد أعمدة بها لكنها ظلت شامخة من دون فوانيس إنارة، كثيرا ما أقلقت راحة المتساكنين وخاصة عند حلول الظلام.
إشكال آخر لم يسلم من طرح سؤال في شأنه والمتمثل حسب محدثينا في معضلة تصريف المياه بالمساكن من ذلك انه نتيجة لهذه الحالة التي فرضت على ربات البيوت مكرهات، صرف المياه المستعملة خارج أسوار المنازل، أدى هذا إلى انبعاث روائح كريهة، كما تسبب أيضا في تكاثر الحشرات وخلق بالتالي قلقا لدى السكان بالرغم من تتالي عديد العقود على هده الحالة.
أما معضلة الفضلات ومصبها فهو الآخر طرحها البعض من الأهالي على مسمعنا بعد زيارتنا لهذه المنطقة إذا يقولون بأن هذا المصب المتاخم للجامع تكاثرت فضلاته منذ الثورة من ذالك أنه لم يقع أي تدخل لرفعها ولو لمرة واحدة.
لذالك لم يجد المتساكنون من حل سواء بإلقائها إما بجانب الطريق الوطنية أو بجانب الجامع مضيفين بأنه بعد بضعة أيام يقوم احدهم بحرقها وما يخلفه ذلك من إشكال آخر متمثلا في تطاير بقايا الفضلات المحروقة. وباتت القرية محاصرة بالروائح الكريهة سواء من الفضلات الملقاة هنا وهناك أو من جراء تصريف المياه.
بالرغم من امتداد شبكات الهواتف الجوالة ومسحها لكل المناطق تقريبا إلا أن «الريزو» بمنطقة مدين يكاد يكون شحيحا مما جعلهم يستنجدون بأسطح المنازل تارة، إن كانوا قابعين بها أو الترجل مع طول الطريق الرئيسي بغية الحصول على علامة أو أكثر بهواتفهم يستطيعون من خلالها استقبال المكالمة في أحسن الظروف أو العكس.