تواصل أول أمس تعطّل مصالح التونسيين لليوم الثاني على التوالي خلال استعمال بطاقات السحب البنكية مما تسبب للكثير منهم في احراج خلال عمليات التسوّق وفي التنقّل الى أكثر من موزّع مالي. كما أن عددا منهم سحب من رصيده مبالغ مالية خلال محاولات السحب دون أن يستفيدوا منها. «الشروق» تحدّثت الى عدد من حرفاء البنوك خلال اجرائهم لعمليات سحب الأموال من الموزّعات المالية فكانت هذه الشهادات. مخاوف
في البداية ذكرت فاتن أنها منذ يوم أمس تحاول سحب مبلغ مالي ببطاقتها البنكية دون جدوى. كما لم تتمكّن من إتمام عمليات التسوّق في أحد الفضاءات التجارية مما جعلها تتخوّف من حصول سحب الأموال من رصيدها رغم أنها لم تحصل على المال. وأمام عجزها عن سحب الأموال من رصيدها وخوفها من ضياع هذه المبالغ خلال محاولات السحب قرّرت محدّثتنا الاتصال بالفرع البنكي الذي تعود اليه بالنظر رغم بعده عن مقر عملها.
ضياع
أما سفيان فقد خسر مبلغ مالي ب 120 دينارا خلال محاولات السحب بالبطاقة دون أن يتمتّع بها، ولاحظ أنه حاول منذ أوّل أمس سحب جزء من راتبه لقضاء شؤون المنزل دون جدوى مما اضطره للتنقل للفرع البنكي الذي يعود اليه بالنظر من منطقة أريانة الى منوبة واهدار الكثير من الوقت والجهد لسحب الأموال مباشرة من البنك. مشاكل متواصلة
كذلك صلاح وجدناه أمام أحد الموزّعات البنكية بالعاصمة، وقد ذكر ل «الشروق» أنه حاول منذ أول أمس سحب أموال عبر الموزّعات الآلية لكن دون جدوى مماجعله متخوّفا من خسارة بعض المبالغ خلال محاولات السحب فتنقل من قمرت للعاصمة لسحب 40 دينارا. ولاحظ أنها ليست المرّة الأولى التي يعاني فيها حرفاء البنوك من مشاكل البطاقات البنكية فكثيرا ما تكون خارج التغطية أو لا تحتوي على أموال خصوصا في نهايات الأسبوع. كما يفقد الحرفاء ثقتهم في هذه الموزعات كلّما سحبت من رصيدهم أموالا دون أن يتمتعوا بها خلال محاولات السحب. عائد من الخارج
نعمان عاد أمس من الخارج ومن حسن حظّه أن بطاقته مكّنته من سحب بعض المال من أحد الموزّعات البنكية لكنه لاحظ أن أكبر اشكال يحدث لحرفاء البنك هو سحب أموال من حسابهم دون أن يمكنهم منها الموزّع البنكي وهو ما حدث لوالده وقد استغرق 6 أشهر لاسترجاع تلك المبالغ، رغم أن نقديات تونس تذكر ان عملية التثبت والارجاع لا تستغرق سوى 15 يوما أو أقل من ذلك. مشكل دائم
من جهته يذكر ابراهيم خميري أن مشكل البطاقات البنكية هو مشكل دائم وليس مؤقتا وهو متعلّق بعملية التحيّل الكبرى التي تم الكشف عنها أوّل أمس قالاشكال المتواصل هو عدم وجود تغطية الشبكة الذي يعرف «بالريزو» وغياب الأموال من الموزّعات هذه الاشكاليات متواصلة طيلة السنة. غياب التأمين
حاولنا الاتصال بنقديات تونس للحصول على أجوبة لتساؤلاتنا حول كيفية اختراق البطاقات البنكية الذكية التي يتم تصنيعها بطرق مؤمنة وهو ما ذكرته مصادر من نقديات تونس في عدّة مناسبات سابقة. وعن مسؤولية الجهة المطالبة بتأمين حسابات الحرفاء في عصر تطوّر فيه نشاط التجارة الالكترونية والمعاملات المالية عن بعد الا أننا لم نتمكّن من الحصول على أجوبة لأسئلتنا وأسئلة المواطنين الذين يطالبون باصلاح الاخطاء التي قد تطرأ على حساباتهم في توقيت ملائم ودون تعقيدات فالخطأ خارج عن نطاقهم وهو من مسؤولية نقديات تونس أو البنك الذي تعاملوا معه.