منذ توليكم وزارة العدل وكلما أدليتم بتصريحات صحفية سواء المكتوبة منها أو المرئية إلا وتعرضتم إلى القضايا المنشورة ضدي ولإيذاء شخصي مباشرة مستعملين في بعض الأحيان نعوتا مسيئة «رئيس عصابة» «عصابة الطرابلسية» «رأس الأفعى» إلى غير ذلك.. وذاكرين أني نهبت ثروات البلاد وأموال الشعب التونسي وأن هذا الأمر ثابت ضدّي.
سيدي الوزير،
أولا:
أنا لست الوحيد من أقارب الرئيس السابق بن علي فلماذا يقع التركيز على اسمي دون ذكر بقية أفراد العائلة رغم وجود قضايا ضدهم كذلك ولا تذكرون أسماءهم إلا قليلا ونادرا فلماذا كل هذا التركيز على شخصي حتى أنكم في أحد الأحاديث الصحفية لقناة المتوسط تعرضتم إلى ذكر اسمي خمس عشرة مرة.
ثانيا:
أنتم تعلمون باعتباركم رجل قانون ومحاميا سابقا ومناضلا حقوقيا أن كل مواطن بريء إلى أن تثبت إدانته بحكم نهائي وبات وأن القضاء لم يصدر إلى حد الآن حكما باتا قاضيا بإدانتي فيما يسمى بقضايا الفساد وأن استعمال مثل تلك العبارات يعتبر من قبيل الثلب حتى لو صدر ضدّ شخصي لأن ثورة الشعب التونسي هي ثورة الكرامة كرامة الانسان والكرامة لا تتجزأ وتطبق على كامل المواطنين مهما كانت أصنافهم وأن الحكومة ومن خلالها الدولة يقع على عاتقها صون كرامة المواطن لأن الخطأ والذنب يقابل بالعقوبة القضائية العادلة والشفافة لا بالثلب والشتم والنعوت المشينة تجاه المتهم.
ثالثا:
ان تصريحات رجل السياسة لها دائما خلفيات انتخابية وشعبوية ولا يحدها إلا واجب التحفظ المفروض على كل انسان كلما تعلق الأمر بقضايا منشورة لدى القضاء ولا يسمح بالتعرض إليها وإلى محتواها لدى العموم حتى لا يقع التأثير على القضاء فما بالك ان صدرت مواقف تجاه المتهم قبل الحكم عليه من طرف وزير العدل رمز القضاء والعدالة وبتلك الطرق وتلك الشتائم. أليس هذا عين التدخل في القضاء والتأثير عليه؟
أليس على وزير العدل في تونس مثلما هو الأمر في كامل البلدان المتقدمة والديمقراطية واجب التحفظ الكلي وعدم التعليق والتعرض للأطراف في القضايا المنشورة لدى المحاكم وخاصة في التعرض للمتهمين بالشتم والثلب.
تلك أوكد الواجبات المحمولة على ويز العدل حسب كل المقاييس المعمول بها في البلدان المتقدمة وما تتضمنه مواثيق ومعاهدات حقوق الانسان العالمية. فكيف يأمل متهم مثلي في عدل القضاة وحيادهم إذا كان وزير العدل يكيل الشتائم لي مثلما تفعلون. قال الله تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ان الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا}. وفي الختام تقبلوا سيدي الوزير فائق احترامي وبالغ تقديري.