تعتبر غابات الفرنان والزان بجبال عين دراهم التي تمسح حوالي 38 ألف هكتار من أجمل الغابات الطبيعية على الإطلاق نظرا لما تحتوي عليه من مخزون طبيعي وتنوع بيئي ثري, هذه الغابات تشهد اليوم موجة من الاستغلال العشوائي. هذا الاستغلال يتمثل في القص والتفحيم والتوسع العمراني الذي أصبح من اخطر الآفات التي قد تتسبب إذا ما تواصلت بهذا النسق في تقلص الغطاء الغابي واضمحلال جزء هام من هذا الموروث الطبيعي.
ومن أكثر المناطق الغابية تضررا والتي تتعرض إلى الاعتداء المستمر منذ أكثر من سنتين غابات عين الزانة المتاخمة لحدود معتمدية بلطة بوعوان حيث تقطع العديد من أشجار الزان والفرنان يوميا ويتم تفحيمها والتفويت في فحمها وقد سعت إدارة الغابات بعين دراهم عن طريق مركزي الغابات بعين الزانة وعين سلام إلى العمل على الحد من هذه الظاهرة التي تتفاقم من يوم إلى أخر إلا أن صعوبة المسالك وتضررها من جراء بعض الانزلاقات الأرضية وشساعة المساحات الغابية وقلة وسائل النقل ومحدودية عدد حراس الغابات حال دون بلوغ المأمول من العمليات والدوريات التي تقوم بها هذه المصالح لضبط المخالفين وردعهم عن طريق المخالفات والأحكام القضائية التي تصدرها المحاكم بشأنهم ..
وأمام هذه العوائق يستمر تدمير الثروات الغابية بدون هوادة ولا تراجع دون الوصول إلى حلول جذرية لوقفه والحد من تقلص هذه الثروة الوطنية الهامة ويبقى سؤال مطروح إلى متى ستظل هذه الظاهرة متواصلة دون الوصول إلى حلول جذرية؟