لم يتوقف اندلاع حرائق الغابات بمعتمديتي عين دراهموطبرقة من ولاية جندوبة إلا بعد نزول كميات هامة من الأمطار خلال الأيام القليلة الماضية. ظلت هذه الحرائق تندلع تباعا وبصفة تكاد تكون متواصلة على امتداد شهرين و10ايام كاملة بالرغم من التدخلات الحثيثة والمستمرة طيلة النهار والليل من طرف أعوان وعملة الغابات بعين دراهموطبرقة وأعوان الحماية المدنية والحرس الوطني والعملة الموسميين ووحدات من الجيش الوطني معززين بشاحنات الإطفاء والعديد من الآلات اليدوية والمعدات المحمولة والسيارات الميدانية والجرارات والآلات الكاسحة كما تم الاستنجاد بطائرة تابعة للجيش الوطني في بعض الحرائق الصعبة وقد بلغ عدد الحرائق المندلعة منذ 23 جوان2011 إلى حد تاريخ 3سبتمبر2011 23حريقا بعدة أماكن مختلفة من غابات معتمدية عين دراهم التهمت خلالها النيران مساحات قدرت ب 34هكتارا ونصف في حين كان عدد الحرائق بغابات معتمدية طبرقة ولنفس الفترة24حريقا بلغت المساحات المحروقة بها 77هكتارا وبذلك وصل مجموع الحرائق بهذين المعتمديتين 47 حريقا أتلفت فيها 111هكتارا ونصف منها 102هكتارا تابعة لملك الدولة الغابي و9هكتارات ونصف راجعة بالنظر إلى ملك الخواص. الأضرار الناجمة عن الحرائق ألحقت النيران التي اشتعلت بالغابات أضرارا متفاوتة بالأشجار الغابية ومغروسات الخواص من الأشجار المثمرة وقد بلغ عدد الأشجار المثمرة التي احترقت بضيعة واحدة بمنطقة عين الصبح التابعة لمعتمدية طبرقة 280شجرة قوارص وعدد هام من أشجار مصدات الرياح أما الأشجار الغابية التي كانت أكثر تضررا هي غابات الصنوبر المعروفة بقابليتها الشديدة للاحتراق كما سجلت أضرار متفاوتة بأشجار الفرنان والاكاسيا والكالتوس والغابة الشعراء وهشيم الأشجار بعدة أماكن متفرقة أثار الحرائق وتعد الحرائق من اكبر الآفات التي تهدد الثروة الغابية المتكونة من الغابات الطبيعية كأشجار الفرنان والزان وشجيرات البوحداد والريحان والذرو والقتم والانج والهذبان والغابة الشعراء والغابات الاصطناعية المتمثلة في أشجار الصنوبر البحري والصنوبر الحلبي وأشجار البندق والسرول والكالتوس والاكاسيا وبالرغم من قدرة أشجار الفرنان على التماسك وعودتها من جديد إلى الحياة والنمو إذا ما كانت الأضرار التي لحقتها من جراء النيران طفيفة إلا أن الكثير من هذه الأشجار تلقى حتفها حيث أنها تصبح عرضة إلى العديد من الأمراض التي تصيبها وتفتك بها جراء احتراقها أو صهدها وتجدر الإشارة إلى أن شجرة الفرنان لاتصبح ناضجة وقابلة للاستغلال إلا بعد بلوغها 40 سنة من عمرها وهي مدة طويلة نسبيا أما أشجار الغابات الاصطناعية الأخرى فإنها تموت حال احتراقها أو حتى بمجرد صهدها ولاتقتصر أضرار الحرائق على الأشجار فقط بل إنها تطول الحيوانات البرية والطيور والزواحف فتدمر أوكارها وجحورها وتتسبب في اختلال التوازنات البيئية كما تؤثر هذه الحرائق على الإنسان لما تساهم به من ارتفاع في درجات الحرارة وانبعاث الغازات السامة ونقص الاكسيجان في الهواء وتلوث المحيط إلى جانب الأضرار المادية التي قد تطوله وتطول ممتلكاته وحيواناته وقد سبق أن تضرر العديد من سكان الفجوات الغابية من هذه الحرائق خلال السنوات القليلة الماضية ويبقى في الأخير وفي كل الحالات ومهما كانت الدواعي وأسباب اندلاع هذه الحرائق إن كان ذلك طبيعيا أو بفعل الإنسان وجوب المحافظة على هذه الثروة الوطنية الهامة التي تساهم بقدر كبير في استقطاب السياح وتنمية مداخيل ميزانية الدولة بعائدات هامة من العملة الصعبة إلى جانب المناظر الخلابة والجمال الطبيعي الذي تمتاز به هذه الغابات والذي لايجب أن يضمحل في يوم ما.