لا تبعد زدينة إلا بعض الكيلومترات عن مركز مدينة الدهماني لكنها رغم ذلك تبدو معزولة لم تشملها التنمية وتفتقر الى عديد المرافق الضرورية التي تسهل عليهم طرق عيشهم.. هذا الوضع أجبر بعض الأهالي على النزوح ومغادرة المنطقة... فهل من تدخل؟ الشروق بحثت في الأمر فكان النقل التالي: قال السيد منصف الفرشيشي (مدير المدرسة الابتدائية بزدينة) إن صعوبات العمل بهذه المؤسسة التربوية التي تعد المرفق الوحيد بالمنطقة متواصلة مضيفا: عمليات البناء بها في كثير من الأحيان تفتقر إلى المراقبة من مصالح التجهيز... لقد تغير مكان المدرسة للمرة الثانية بعد ان تداعت للسقوط فتم بناء المدرسة الثانية التي لم تستطع الصمود طويلا ثم سرعان ما ظهرت الشقوق على جدرانها. وأصبحت تهدد التلاميذ.
الأمر الذي استدعى إصلاحات كبيرة، والملفت للانتباه أن الأشغال انطلقت بعد بداية الموسم الدراسي وهو ما اثر سلبا على ظروف العمل. وبحكم عزلة المدرسة فكثيرا ما تبقى تفتقر إلى نقص في الإطار التربوي. ويحرم التلاميذ من عديد الحصص .كما مثل غياب المسالك غير المهيأة عاملا من عوامل الغيابات الكثيرة في صفوف التلاميذ أثناء فترات نزول الأمطار. ومن جانب آخر تناول السيد فرحات بن قمرة (من سكان المنطقة) المسألة التنموية فأكد بأن المنطقة منسية ولا وجود لها على خريطة تونس والبعض لا يعرفها حسب قوله ويضيف : منذ الاستقلال لم تحظ بأي لفتة لقد تم ربط المنطقة بشبكتي الماء والتنوير وتوقف الأمر هناك. فلا تنمية ولا تشجيع لوسائل كسب الرزق وهو ماغذى النزوح وتعددت مظاهره. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال انتشار بقايا المساكن القديمة التي هجرها أهلها خاصة نحو العاصمة. وحتى «الشباب المتعلم» لا يفكر بالعودة إلى مسقط رأسه لأنه لا يملك مورد رزق قار .كما أثار محدثنا عملية تعبيد الطريق قائلا: إنها من الأولويات التي نطمح أن تتحقق نظرا لأهميته ودوره في ربطنا بمدينة الدهماني للتزود بما نحتاجه. فعند نزول الأمطار نبقى معزولين لعدة أيام.
أما السيد الفاهم الورتاني فقد ركز على أن المنطقة مختصة في الزراعات الكبرى بالأساس ولكن المحصول رهين العوامل المناخية فان نزلت الأمطار يكون الموسم جيدا وان وقع العكس يقول: تتدهور أوضاعنا ولا تجد شياهنا علفا ونضطر في بعض الأحيان إلى شراء العلف المركب بأسعار باهظة. وهذا الأمرغير ميسر لكل الفلاحين خاصة إذا ما علمنا أن معظمهم يعيش الفقر والخصاصة وملكياتهم صغيرة جدا .وهو ما لا يشجع على تطوير الفلاحة .وطالب بتدخل السلط المسؤولة لخلق موارد الرزق والتشجيع على الزراعة السقوية بتعبئة الموارد المائية وحفر الآبار. حتى نتمكن من تطوير الغراسات وزراعة العلف والخضر والتربية العصرية للماشية .