تفتقر منطقة سيدي محمد من عمادة العطاطفة التابعة لمعتمدية عين دراهم والواقعة على مستوى الحد الفاصل بين هذه المعتمدية ومعتمدية طبرقة على بعد 12 كلم من المدينة الى العديد من المرافق الاساسية كالمسالك المهيأة والماء الصالح للشرب ووسائل التنمية الضرورية لمساعدة متساكنيها على الارتزاق وامتصاص البطالة والنهوض بمستوى معيشتهم والحد من هجرة ابنائهم . هذه المنطقة الجبلية ذات التضاريس الصعبة تقطنها اكثر من 200 عائلة أغلب حالاتهم الاجتماعية متدهورة يرتزقون من الاشغال الظرفية للحضائر الغابية وبعض الزراعات الصغرى والموسمية من الحبوب والخضر والتي غالبا ما تكون عرضة للتلف جراء الاضرار التي يحدثها الخنزير البري لعجزهم عن تسييج ضيعاتهم وحماية مغروساتهم كما يوجد بها ما يزيد عن 200 تلميذ وتلميذة يزاولون تعليمهم بالمدرسة الاعدادية ببوش والمعهدين الثانويين بعين دراهم وتعتبر هذه المنطقة شبه معزولة تماما عن المناطق الاخرى نظرا لعدم وجود طريق معبدة يستعملها المواطنون والتلاميذ على حد السواء وبذلك فهي لا تتوفر بها وسائل النقل الريفي او الخاصة فحالة المسلك الوحيد والذي يربطها بمنطقة الخذايرية من معتمدية طبرقة سيئة حيث تتكاثر به الحفر والحجارة وبرك الوحل في فصل الشتاء كما ان الجسر الوحيد الموجود به تآكل وجرفت مياه الوادي جزءا منه واصبح مهددا بالانهيار . ولفك العزلة على هولاء المواطنين تم رصد اعتمادات سنة 2009 قدرت ب 660 مليونا لتهذيب وتعبيد الجزء الذي يربط وسط المنطقة بالجسر المذكور(من المدرسة الابتدائية الى الخذايرية) وذلك في نطاق برنامج التنمية المندمجة لمعتمدية عين دراهم ولكن هذا المسلك لا يزال على حالته باستثناء تدخل أولي تم وتمثل في مسحه بآلة ماسحة حسبما افادنا به احد المواطنين القاطنين هناك ولتزويد هذه المنطقة بالماء الصالح للشرب شرعت مصالح الهندسة الريفية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة في مد قنوات جديدة وبناء خزان لتجميع المياه من العيون المجاورة وحسب التكلفة التي وقع تقديرها سنة 2009 فهي ستفوق 200 مليون لانجاز الاشغال المذكورة وان كان تزويد هذه المنطقة بالماء الصالح للشرب قد انطلق فعلا فإلى متى سيظل هؤلاء المواطنون ينتظرون انطلاق اشغال تعبيد المسلك للحد من معاناتهم ومعاناة التلاميذ والمعلمين والذين يتنقلون يوميا للتدريس بهذه المدرسة بواسطة مسلك جبلي يصعب المرور به حتى وإن كانوا مترجلين كما ان تعبيده سيساهم بقدر كبير في تنمية المنطقة وخلق موارد الرزق وكذلك تيسير ترويج منتوجات المتساكنين من الخضر وبذلك يقع النهوض بمستوى عيش الكثيرين منهم وتشجيهم على الاستيطان بمنطقتهم هذه وعدم النزوح الى الاماكن الاخرى خاصة ان الماء سيصبح متوفرا بعد مدة وجيزة وسيتيح للعديد منهم الاقبال على تطوير وتحسين مردودية الزراعات السقوية.