نزوح سكان الأرياف إلى المدن اثر سلبا على عدد التلاميذ بالمدارس الابتدائية مما جعلها تتوخى نظام الفرق في التدريس. «الشروق» زارت بعض المدارس الريفية للوقوف على حقيقة الوضع. السيد لطفي الخماسي مدير المدرسة الابتدائية بالمسخية اكد أن عدد التلاميذ تراجع بشكل تدريجي ليستقر في حدود 22 تلميذا وهذا العدد مرشح للتراجع ب10تلاميذ آخرين. ويعود السبب في ذلك إلى نزوح أبناء المنطقة وعزوفهم عن العمل الفلاحي وتنقلهم للسكن بالمدن والقرى المجاورة.
أما السيد محجوب الخماسي أحد متساكني المسخية فيقول: قمت بنقلة أبنائي إلى مدينة الدهماني بسبب نظام الفرق المعتمد بهذه المدرسة. فعدد تلاميذها كان خلال الستينات 250 تلميذا نظرا إلى الدورة الاقتصادية والعدد الديمغرافي فالعدد الجملي لسكان المسخية كان يناهز 4000 نسمة ،أما اليوم فعدد سكانها يعد على أصابع اليد الواحدة، وتبدو آثار الإخلاء السكاني ظاهرة للعيان بسبب انعدام التنمية. كما أن المنازل المهدمة في كل الأرجاء ولم تعد المنطقة قادرة على شد سكانها وبذلك فقدت المدرسة تلاميذها.
وفي أعماق أرياف «السراوات» زرنا منطقة «الغوازي» حيث أفادنا السيد رابح اليعقوبي معلم بهذه المدرسة أن تراجع التلاميذ كان واضحا خلال السنة المنقضية فمن 24 تلميذا أصبح لنا 17 تلميذا فقط. وربط محدثنا الوضعية بكثافة حركة النزوح وذلك في علاقة متينة بتفاقم الفقر وضعف البنية التحتية.
أما بمدرسة «القراعية» فقد أفادنا السيد الحبيب الفرشيشي أن عدد تلاميذها نقص بنسق سريع جدا. فمن 17 تلميذا السنة قبل الماضية تراجع العدد الى 14خلال السنة الدراسية الماضية بسبب النزوح المكثف الذي طال المنطقة حيث تحول سكانها إلى السكن بمدينة «جريصة» رغبة منهم في تحسين حالتهم المادية وتسجيل أبنائهم بالمدارس الإعدادية والمدارس الثانوية ويبدو الوضع مرشحا لمزيد التدهور.
اما السيد منصف الفرشيشي مدير المدرسة الابتدائية «بزدينة» فقد استدل بالأرقام لإبراز التقهقر الكبير في عدد التلاميذ. فمن 75تلميذا سنة 1995وصل العدد الى 22تلميذا سنة 2011. مضيفا مرد ذلك إلى سياسة تحديد النسل فضلا على تفاقم النزوح وانعدام التنمية.
كما تناول السيد الفرشيشي مسألة المعوضين للتدريس وما له من تأثير سلبي على مستوى التلاميذ المعرفي فالمعوض ترسله الإدارة الجهوية للتعليم بالكاف إلى المدرسة أحيانا بعد شهر ونصف من انطلاق السنة الدراسية. إضافة إلى انعدام تكوينه البيداغوجي. .