اعترف أول أمس أحد المتهمين بجرائم قتل عديدة ومتفرقة لمحاميه بأن عدد ضحاياه يفوق ال 14 وأنه ارتكب جريمة قتل أخرى لم يفصح عنها في السابق بجهة القلعة الصغرى من ولاية سوسة سنة 1997. تلك الجريمة ذهبت ضحيتها فتاة لم تتجاوز 23سنة كان قد تعرف عليها خلال حفل زفاف واستدرجها للمقبرة ليغتصبها ثم يقتلها ببشاعة ليتم اثر ذلك محاكمة مجموعة من الشبان وسجنهم الى حد الآن بتهمة لم يرتكبوها. مشرّد تحتضنه عائلة منحرفة
كنيته «الأحول» واسمه «كمال»...من مواليد 1978 بوادي اللّيل احتضنته قرية أطفال بورقيبة بعد أن وجد نفسه بلا والدين ليغادرها عند بلوغه سنّ الثامنة ويصبح متشرّدا ويمتهن السرقة ويتعرّف في الأثناء على عائلة من أصحاب السوابق لتحتضنه هي أيضا أكثر من عشر سنوات ... عائلة تتركب من 6 أفراد كلّهم من أصحاب السوابق في مجالات عديدة أهمها السرقة ومحاولات القتل إلى جانب السكر الواضح وانتحال صفة و تعاطي البغاء. وقد بقي المتهم مع هذه العائلة عشر سنوات كاملة ليغادرها بعد أن اغتصب إحدى بناتها ويفتض بكارتها.
الإيقاف والمحاكمة
البداية كانت سنة 2008 عندما تمكن أعوان شرطة صفاقس الجنوبية من إيقافه بعد الاشتباه فيه في جريمة قتل كهل تمت سنة 2005 ليعترف على إثرها بقتل طفلة ال 15 سنة بجهة الشفّار وامرأة متزوجة بجهة طينة ويواصل اعترافاته بقضايا قتل أخرى موزعة على العاصمة وجندوبة وصفاقسوسوسة منها قضايا قتل بعد الاغتصاب والمفاحشة لأكثر من طفلة دون العشر سنوات (4 ضحايا) وأخرى لفتيات دون الخامسة عشرة من العمر. المتهم كان قد أقر بارتكابه لجريمة قتل بمدينة مساكن من ولاية سوسة سنة 2003 ذهب ضحيتها كهل ضرير عمره حوالي 80 سنة وعرفت الجريمة انذاك بجريمة «التاكسيفون» وقد حوكم من أجلها بالإعدام في الطور الابتدائي لكنه استأنف الحكم وعيّنت الجلسة ليوم 29 جانفي المقبل لتسخير محام وبالفعل تم تسخير الأستاذ أمين بوكر المحامي بسوسة للدفاع عن المتهم وتحوّل المحامي أول أمس الى سجن المسعدين لملاقاة منوبه وسماعه. وأثناء جلستهما اعترف المتهم أمام محاميه وأيضا مدير السجن بأنه ارتكب جريمة قتل بالقلعة الصغرى وتحديدا بمقبرة المكان أين استدرج سنة 1997 فتاة تعرف عليها اثناء حفل زفاف ليغتصبها ويذبحها ويتورط إثر صنيعه هذا أشخاص آخرون مسجونون الى حد الآن بتهمة جريمة لم يرتكبوها.
نوبة القتل تنتابه أمام محاميه
الأستاذ أمين بوكر المحامي الذي تم تسخيره من طرف المحكمة للدفاع عن المتهم تحول عشية أول أمس الى سجن المسعدين للحديث مع منوبه وأثناء جلوسهما طلب المتهم من عون السجون المتواجد معهما المغادرة ليبقى على انفراد مع محاميه لكن العون رفض ...عندها انتابت المتهم نوبة من الهستيريا غير العادية مثلما جاء على لسان المحامي الذي أصيب بالذعر وغادر مسرعا... المحامي أكّد ل «الشروق» أن منوبه تملكته رعشة انقلبت معها عيناه وتذكر على إثرها ما صرّح به له المتهم حيث قال له بصريح العبارة «كي نقتل نتفرهد». المحامي الأستاذ أيمن بوكر يؤكد أن المتهم هو مجرم غير عادي لأنه ينكّل بضحاياه قبل القتل وبعده وبالتالي يجب علاجه في أقرب الآجال لأنه حسب ما جاء على لسان المحامي يعتبر هذا المتهم مريضا نفسانيا وقادر على القتل في كل لحظة وهو مصدر خطر على السجناء.