مثل امام الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بصفاقس مؤخرا المتهم بارتكاب ثلاث جرائم قتل بصفاقس.. ويفيد ملف القضية الاولى ان «السفاح» تعرف على كهل في الاربعين من العمر استدرجه الى محل سكناه وبعد ان سهرا معا اخلد الضيف للنوم فقام مضيفه باستغلال الفرصة لسلبه امواله. ومن الغد اعد الجاني قضيبا حديديا اخفاه بين طيات ثيابه ثم سهر مع ضيفه ولعبا الورق ولما اخلد هذا الاخير للنوم انهال عليه مضيفه بالقضيب مصيبا اياه في مؤخرة رأسه ولما تأكد من موت ضحيته قام القاتل بسكب الدهن على الجثة ثم غادر البيت. وباستنطاقه من قبل المحكمة خلال الجلسة المذكورة انكر ارتكابه للجريمة انكارا تاما مدعيا انه تبنى جريمة لم يرتكبها.. اما محامي المتهم فقد اشار الى ان هناك غموضا يكتنف القضية انطلاقا من شهادة شقيق الضحية الذي ذكر انه شاهد ليلتها شخصا يرافق شقيقه وهو غير المتهم.. وجارى المحامي موكله في موقفه ذاكرا ان اعترافاته انتزعت منه انتزاعا كما شكك المحامي في تقرير الاختبار الطبي المجرى على منوبه الذي اكد فيه الخبراء انه فعلا متخلف ذهني لكنه مسؤول عن افعاله واعتبر انه تقرير متناقض لذلك طلب اعادة عرضه على الفحص الطبي.. وبانكار المتهم فوض النظر الى المحكمة. تفاصيل الجريمة الثانية شكلت مفاجأة لم تكن في الحسبان اثناء احدى الجلسات.. فالضحية الثانية امرأة شابة وأم لطفلين لمحها المتهم حسب اوراق الملف وهو يركب حافلة بطريق قابس وتحديدا بمنطقة حي البدراني بصفاقس فنزل بسرعة للالتحاق بها بعد ان غادرت بيتها واخلد ابناؤها وافراد عائلتها الى النوم في ساعة متأخرة من الليل.. فاقترب منها الجاني واخذ يتجاذب معها اطراف الحديث الى ان اقتادها الى مكان قفر باحدى الغابات الواقعة بمنطقة طينة وهناك طعنها وخنقها بواسطة «فولارة» بعد ان تولى اغتصابها ليتم العثور على جثتها من طرف احد الاجوار قرب منزل عائلتها. وباستنطاق الجاني خلال جلسة سابقة توجه المتهم بسؤال لرئيس الجلسة: هل ان الشخص الماثل امام الدائرة قادر على اقناع امرأة عمرها 25 سنة بان تتجول معه نافيا اقترافه للجريمة.. وباحالة الكلمة للسان الدفاع استجابت الهيئة الموقرة لطلب المحامي والاذن لعائلة الضحية بمواكبة اطوار الجلسة ففاجاوا الهيئة بان الشخص الماثل امامهم ليس هو القاتل فضلا عن النقاط الهامة التي اثارها الاستاذ المرافع في حق منوبه بعد ان اثبتت المعاينات والتحريات ان الجريمة حصلت بالنقطة الكيلومترية رقم 9 والضحية عثر عليها بالنقطة الكيلومترية رقم 5 ملقاة على ظهرها ومرتدية لكامل ثيابها منتعلة (شلاكتها) والحال ان المسافة الفاصلة بين التقطتين توجد بها معتمدية وبلدية ومركز الحرس الوطني فضلا عن نقطتين لبيع البنزين. متسائلا هل يمكن والحال هذه ان ينقل القاتل ضحيته على ذراعيه؟.. وبناء على كل هذه المعطيات طالب المحامي باعادة الابحاث خاصة امام تمسك عائلة الضحية بان المتهم ليس هو قاتل ابنتهم. تفاصيل القضية الثالثة تفيد ان الجاني استدرج بنية تبلغ من العمر حوالي خمس سنوات لمنطقة الشفار اين تولى الاعتداء عليها ثم ازهق روحها بنفس الطريقة التي اعتمدها في الجريمتين.. هيئة المحكمة وبعد اختلائها لجلسة المفاوضة اقرت الحكم الابتدائي القاضي بسجنه لمدة 20 سنة في القضية الاولى والمؤبد في القضية الثانية والاعدام في القضية الثالثة.