اعترف سجين مورط في قضايا قتل (حوكم في ثلاث منها بالإعدام شنقا) بتورطه في جانفي من سنة 2003 في قتل فتاة بقصر السعيد. فقد أقر باغتصابها وخنقها وغرس سكّينا في صدرها وذلك يوم أول أمس أمام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس. وتجدر الإشارة الى ان المتهم وهو من مواليد سنة 1978 ومتزوج، تم ايقافه منذ أكثر من عامين اثر تورطه في ست قضايا قتل ارتكبها في حق فتاتين وكهل وامرأة وشابين اثنين لأسباب مختلفة، وتورطت معه في احداها، زوجته فحوكما بالإعدام شنقا بعد ثبوت استدراجهما لفتاة الى داخل منزلهما بوادي الليل عن طريق الحيلة ثم سلباها بعد تخديرها بقرص وضعاه لها داخل كوب عصير واستوليا على مصوغها وهاتفها ومبلغا ماليا ثم توليا خنقها الى حد القتل، واعتديا عليها بواسطة مطرقة على رأسها، وأخفيا جثتها داخل كيس بلاستيكي كبير الحجم ثم ألقيا بها في منحدر واد. وبعد إيقاف الزوج وزوجته سنة 2007 حوكما في هذه القضية بالاعدام شنقا، كما ثبت تورط الزوج في خمس قضايا قتل أخرى حوكم كذلك في اثنين بالإعدام شنقا، كما تمت ادانته في جريمتين أخريين وقضت المحكمة بالسجن المؤبد في حقه عن كل جريمة ارتكبها. كما أدين في جريمة قتل سادسة وقضي في حقه بالسجن مدة عشرين عاما من أجلها. تبدو الوقائع المذكورة عادية برغم خطورة ما نسب الى المتهم من جرائم قتل شنيعة واستكملت في شأنها جميع مراحل التقاضي،لكن ما حدث خلال بداية الاسبوع الحالي كان بمثابة المفاجأة حيث يستفاد من الوقائع أن المتهم ضبط داخل سجنه بصدد ارتكاب جريمة أخلاقية، فتم سماعه من أجلها وأحيل على أنظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لمواصلة استنطاقه، لكنه أصرّ على طلب لقاء السيد وكيل الجمهورية واعترف أمام النيابة العمومية بأنه لم يعد يطيق اخفاء سر دفنه في صدره، حيث كشف بأنه ارتكب جريمة قتل في جانفي من سنة 2003. وصرّح المتهم بأنه استدرج فتاة عمرها ستة عشر عاما الى مكان منزو، حيث تولى اغتصابها وذلك بجهة قصر السعيد غرب العاصمة. وخوفا من ان تشكو به الى السلطات الأمنية عمد الى خنقها الى حد الموت، ثم تولى غرز سكين في صدرها. وبعد تأكده من مفارقتها للحياة تركها جثة هامدة وغادر المكان. وبمراجعة السجلات العدلية ثبت صحة ما أورده المتهم وتبين ان الجريمة تعهدت بالبحث فيها احدى الفرق الامنية المختصة ولم تتوصل الى الكشف عن هوية مرتكبها فقيدت ضد مجهول وقد أذن وكيل الجمهورية بإعادة فتح بحث في قضية القتل التي تعود الى بداية سنة 2003 في انتظار استكمال التحقيقات مع المتهم ومحاكمته من اجل جريمة ظل يحمل أسرارها طيلة أكثر من سبعة أعوام كاملة.