بعد تسعة اشهر من حملها جنينا من جنس الذكور لم يكتب لعائلة السيدة «ألفة القرزون بن عمار» ان تكتمل فرحتها ... فرحة الانتظار سرعان ما تحولت إلى الم وحزن ولوعة ومخاوف على حياة الام بعد ان ولد الطفل المرتقب ميتا. الوفاة كانت في ظروف مسترابة على حد تعبير أفراد من أسرتها مرده إهمال من الإطار الطبي بقسم التوليد والرضع وطب الأطفال ببنزرت.
بألم ودموع وحرقة الأب الملتاع رغم الإيمان بقضاء الله وقدره توقف السيد محمد بن عمار من منطقة الزاوية التابعة لعمادة الزواوين من معتمدية غار الملح عند ما وصفه بمسؤولية الإطار الطبي من إهمال وتلاعب رافق عملية ايواء زوجته بتاريخ 20 من شهر ديسمبر المنقضي بقسم التوليد بمستشفى الحبيب بوقطفة ببنزرت بعد ان داهمتها عشية ذات اليوم ألام الوضع ومخاض الولادة . وهو التاريخ الذي حددته تقريبا طبيبتها المباشرة لحالتها والإطار الطبي التابع لفترة حملها بمستشفى راس الجبل حيث كانت التقديرات ان الولادة ستكون بطريقة قيصرية.
في لقائنا بالسيدة ألفة القرزون تحدثت والآلام تنهش جسدها أنها ترمي بالمسؤولية لتعكر حالة مولودها ووفاته وما قد يداهمها من مضاعفات الى الإطار الطبي بمستشفى بنزرت بعد أن بانت مواطن تقصيرهم في حقها المشروع في الولادة والعناية بها بعد ان تم ايوائها في حدود السادسة مساء بأحد اروقة القسم في انتظار الولادة حيث كانت الآلام على أشدها ورغم طلبها الرحمة ممن اشرف على وضعيتها .. السيدة الفة طالبت بإخضاعها الى ولادة قيصرية في حين تمسك الإطار المحيط بها من أطباء بولادة عادية قد لا تقوى عليها على حد وصفها بعد ثلاثة أيام حسب تقديرهم .. في الاثناء ابرزت الكشوفات ان الحالة الصحية للطفل بأحشاء أمه جيدة وعادية وقدر وزنه بحوالي أربع كيلوغرامات حين دخلت للمستشفى. لكن مساء نفس اليوم تعكرت حالة الام كما وصفت ورغم استغاثتها ونداءاتها ومحاولاتها لفت نظر الاطار الطبي والممرضين لحالتها دون جدوى خاصة وقد شعرت باقتراب موعد الولادة حيث داهمتها الحرارة التي ألهبت النيران بجسمها بصفة مفاجئة وأحدثت نزيفا داخليا وتقطع خيط الخلاص ولم تجد من حل سوى الاتصال بعائلتها من جهتها اكدت لنا السيدة عجمية ان زوجة ابنها اتصلت بها هاتفيا منتصف الليل لتستنجد بها وقالت لها «اجريلي يا ميميتي راني باش نموت وما جاني حد « وقد افرزت البحوث المكثفة المجراة قبل ان يتم إيواء السيدة الفة القرزون بن عمار بقسم الجراحة ان « قلبه سكت عن الحياة « ليعلن فيما بعد ان الطفل ولد ميتا صباح يوم الجمعة . وتسترد السيدة الفة البعض من أنفاسها لتضيف أنها تطالب بفتح مثل هذه الملفات المسكوت عنها في الإهمال الطبي ببعض من مستشفياتنا.... بعض من افراد عائلتها الذين التقيناهم على غرار والدتها السيدة مبروكة بن عمار وحماتها السيدة عجمية بن عمار عبرا عن مخاوفهما من المضاعفات المرتقبة على حياة ابنتهما وعلى ضرورة تحديد المسؤوليات ازاء مثل هذه المخالفات القاتلة واحتج الزوج محمد بن عمار الذي وارى فلذة كبده التراب يوم الاحد الثالث والعشرين من شهر ديسمبر على ما اسماه المبررات الواهية للاطار الطبي رغم إيمانه بقضاء الله وقدره ليشدد على مسالة احالة الامر الى القضاء ليقول كلمته فيه. بدورنا اتصلنا بالسيد « عبد القادر بن سعيد « رئيس قسم الولادات والرضع وطب الاطفال بالمستشفى الجهوي الحبيب بوقطفة ببنزرت حيث علق على ان ما وقع بعد الايمان بقضاء الله وقدرة يمكن تفسيره طبيا بان وضعيات مابين 2 الى 5 بالمائة من النساء في العام الخاضعات في السابق الى ولادات قيصرية تكون عرضة لحالة جرح الولادة القيصرية او ما يتعارف من مصطلح القيصرية القديمة حيث يفقد المولود بصفة الية . وان كل الجهود ذهبت الى محاولات انقاذ الام وحياتها وانه ليس من باب التقاليد الطبية الثابتة خضوع الام الحامل الى الولادة القيصرية كخيار أولي ومبدأي في التدخل الطبي على حد وصفه .