زيارة وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قبايلية لم تكن مبرمجة مسبقا لكن تسارع الأحداث على طول الشريط الحدودي بين تونسوالجزائر حول هذه الزيارة إلى ضرورة قصوى. كل التقارير الأمنية والاستخباراتية تؤكد أن تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي حول جزءا من نشاطه من عمق الصحراء الجزائرية إلى الحدود البرية مع تونس وليبيا إذ لا يمرّ يوم دون أن يتم الكشف عن خليّة جديدة تحاول التموقع بالقرب من التجمعات السكنية الواقعة على ضفتي الحدود التونسيةالجزائرية فبعد أحداث منطقة درناية من ولاية القصرين في بداية شهر ديسمبر هاهي قوات الأمن الجزائري تكشف ثلاثة مراكز تدريب لتنظيم القاعدة على بعد 60 كلم من مدينة سوق أهراس باتجاه ولاية جندوبةالتونسية هاهي وحدة خاصة من الجيش الشعبي الوطني الجزائري تحبط يوم الاثنين الماضي عملية إرهابية بولاية خشلة على بعد مائة كلم من الحدود التونسية .
ونجحت قوات الجيش في الفضاء على 10 عناصر إرهابية يقودهم مواطن من جنسية ليبية يبلغ من العمر 30 سنة وقالت مصادر استخباراتية جزائرية أن هذا الإرهابي الليبي يعدّ من أخطر عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويقود كتيبة يتمحور نشاطها عبر الحدود التونسيةالجزائرية ومن مهامها زرع الألغام والقنابل على الطرقات والمسالك التي تراقبها دوريات الأمن بالبلدين.
تواتر وتسارع الأحداث على طول الشريط الحدودي عجلت بزيارة وزير الداخلية الجزائري دحّو ولد قبايلية إلى تونس للتشاور مع السلطات التونسية حول إحداث دوريات مشتركة بين البلدين وعلمت «الشروق» أن هذه الدوريات دخلت فعلا حيز التنفيذ بعد أن إجتمع ولاة جندوبةوالكافوالقصرين وقفصة مع نظرائهم في ولايات سوق أهراس وعنابة وباتنة وتبسة بحضور قيادات عسكرية وأمنية من البلدين.
كما علمت «الشروق» أن مسحا توبوغرافيا للمناطق المستهدفة من تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي بصدد الإنجاز وذلك بالاعتماد على صور أقمار صناعية وفرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في المدة الأخيرة للجزائر ما سمح بالكشف عن ثلاثة مراكز تدريب للتنظيم بين ولايتي سوق أهراسوجندوبة. هذا الإكتشاف دفع باللواء بوسطيلة قائد الدرك الوطني الجزائري إلى التحول إلى الولايات الحدودية مع تونس لمعاينة الأوضاع.
في الأثناء كانت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الجزائري نبّهت في تقرير لها إلى أن «الوضع القائم على الحدود مع تونس لا يساعد الجزائر تماما» ما فهم منه أن الجزائر ستطلب من السلطات التونسية تحمل مسؤولياتها في مكافحة الإرهاب والتعامل بجدية مع المجموعات المسلحة التي تتسلل عبر الحدود ما يمكن أن يشكل خطرا على أمن الجزائر.
بالتزامن مع هذه المفاوضات الجارية بين البلدين تم تعيين العميد هلولي عمار قائدا جديدا للقيادة الجهوية الخامسة للدّرك الوطني الجزائري بقسنطينة والعميد هلولي عمار من القيادات الجزائرية المعروفة بحرفيتها العالية ومعرفتها الجيدة بالمناطق الشرقية على الحدود مع تونس وبمجرد تعيينه صرح العميد هلولي أنه «لا مجال للتلاعب بأمن وسلامة الشريط الحدودي حفاظا على اقتصاد الجزائر ومكافحة التهريب والجريمة المنظمة».
كما علمت «الشروق» أن قطبا أمنيا مجهزا بأحداث الوسائل اللوجستية يضم العديد من وحدات الدرك الوطني الجزائري تم تدشينه بمدينة عين مليلة ، هذا القطب بالتوازي مع باقي الوحدات الأمنية الجزائرية المتموقعة على الحدود مع تونس بالتنسيق مع القوات التونسية في ولايات الكافوجندوبةوالقصرين وقفصة لإحباط العمليات الإرهابية وحماية حدود البلدين من خطر الإرهاب.