في غياب تام للحكومة والمجلس التأسيسي ورئاسة الجمهورية شيع صباح أمس الناشط السياسي ورئيس حزب الجمهورية الثانية طارق المكي الى مثواه الاخير في مقبرة الجلاز. لم يحصر احد من ممثلي المؤسسات الشرعية الثلاث لتوديع طارق المكي في سابقة للاعراف السياسية لأن طارق المكي ليس نكرة ولا مواطنا عاديا بل شخصية سياسية بارزة ساهم بقدر كبير في التشهير بالفساد والاستبداد قبل الثورة وكان التونسيون يتلقفون الفيديوهات التي ينشرها على شبكة الانترنات وخاصة على ال«فايس بوك» كما غابت عن الجنازة كل الاحزاب السياسية وهي سابقة مؤلمة ومحزنة فلا بد من احترام جلال الموت والاختلاف السياسي كان من المفروض ان يكون وراء غياب كل الاحزاب السياسية سواء التي في الحكم أو المعارضة.
هذا الغياب الحزبي والرسمي رافقه حضور كبير لأنصار طارق المكي ومحبيه فقد كان هذا السياسي المختلف في مساراته عن المعارضة التقليدية محبوبا من الشباب خاصة كما حضر الجنازة عدد كبير من الناشطين الحقوقيين ومن المجتمع المدني. رحم الله طارق المكي ورزق أهله واصدقاءه وانصاره جميل الصبر والسلوان «إنّا لله وإنّا إليه راجعون».