تنطلق اليوم آخر محطة في تحضيرات المنتخب الى مونديال إسبانيا حيث يطير زملاء عصام تاج الى الدنمارك عبر باريس للمشاركة ابتداء من يوم غد في دورة دولية ودية الى جانب منتخب البلد المنظم وسلوفينيا والجبل الأسود. وتكتسي هذه المشاركة أهمية بالغة للوقوف عند حقيقة امكانيات منتخبنا خاصة بعد أدائه السلبي في لقاءي ايزلندا ونقاط الاستفهام العديدة التي برزت من خلال المواجهتين.استغلال الأجنحةولعل التساؤل الأكبر الذي حام حول طريقة اللعب امام ايزلندا هو انعدام اللعب على الجناحين بالرغم من ان هذا المركز سواء كان يمينا او يسارا كان يعتبر من نقاط قوة المنتخب بتوفّر لاعبين من طراز رفيع على غرار أسامة البوغانمي وأيمن التومي وجلال التواتي وكنّا أشرنا الى أن ثلاثتهم معا لم يسجلوا سوى ثلاثة أهداف في مجمل المباراتين، وهو ما يقيم الدليل على الطابع الارتجالي الذي غلب على مجمل الأداء حيث لاحظنا التجاء أغلب اللاعبين الى الحلول الفردية.المطلوب إذن من الخط الخلفي للهجوم ومن كمال العلويني وعبد الحق بن صالح خاصة أن يأخذوا مسؤولياتهم كاملة فوق الميدان لتنويع العمليات الهجومية واستغلال الأجنحة بما يفرض على دفاع الخصم القيام بأكبر عدد ممكن من الهفوات وبالتالي تكثيف فرص التهديف أمام لاعبينا.الهجومات المعاكسة..لاحظنا خلال مباراتي ايزلندا ايضا غيابا كليا للهجوم المرتدّ وهو ما فسّره ألان بورت باضطراره الى تغيير لاعبين اثنين من الدفاع مع كل امتلاك للكرة ولكن ذلك لا يكفي لتفسير النسق البطيء الذي بدا عليه اللاعبون عند التحول من الدفاع الى الهجوم وأيضا من الهجوم للدفاع. والأكيد ان منتخبنا مطالب بالترفيع في نسق أدائه لأن كرة اليد أصبحت ترتكز أساسا على الهجومات المرتدة وسرعة اللعب ونحن نعلم جيدا ان لاعبينا لهم من المؤهلات ما يجعلهم يرتقون الى النسق الذي يميّز أغلب المنتخبات العالمية ومن بينها الدانمارك وسلوفينيا.قادرون على التألقومهما كان من أمر فإننا على يقين من أن المنتخب قادر على استعادة بريقه ان توفّرت العزيمة والروح القتالية المطلوبة بالرغم من قلة خبرة معظم اللاعبين. يكفي ان نتذكّر البوغانمي وجلوس وبن صالح والتومي وبنور وحسني ومعرّف وصفر كيف اجتازوا الكبار في مونديال الشبان بالحمامات.. اننا مقتنعون بأن لديهم من المؤهلات ما يمكّنهم من الوقوف بكل ندية امام فرنسا وألمانيا والجبل الأسود. عليهم الدخول في الموضوع بكل اندفاع وحماس منذ الغد أمام الدانمارك ليضعوا أنفسهم منذ الآن في موضع المنتخبات التي يقرأ لها ألف حساب.