الانطباع الأهم الذي تركه لديّ ألان بورت على إثر الحديث الذي خصني به قبل سويعات من انقضاء سنة 2012 هو أنه غير مرتاح لأحوال المنتخب ولكرة اليد التونسية بصفة عامة. مدرب المنتخب وكأنه أراد ان ينبّهنا من الوقوع في الغرور وأن يوقضنا من أحلام لا تتناسب مع الواقع وأن يجنّبنا تداعيات أوهام «بناء قصور في اسبانيا» قبل 12 يوما من أول مواجهة للمنتخب لحساب بطولة العالم.
حدّثني ألان بورت حديث الصراحة ولم يحاول تزويق الحقيقة بل فاجأني بواقعيته الجارحة أحيانا خاصة لما صارحته برأيي حول أداء المنتخب في مقابلتيه الأخيرتين أمام ايزلندا.
سيّد بورت! مردود المنتخب أمام ايزلندا ليس مطمئنا ولا يبعث على التفاؤل ما رأيك؟
فعلا كنّا خارج الموضوع بل قل بجانب الحدث لأننا لم نتمكن من الارتقاء الى مستوى المنتخب الايزلندي وكانت المباراتان في اتجاه واحد وهو ما يدلّ على عدم توازن القوى.. شكرا على الصراحة... ولكن مستوى المنتخب الايزلندي هو المستوى الذي سنواجهه في بطولة العالم.. كلامك غير مطمئن بالمرة؟
ماذا تنتظرون من لاعبين قضّوا ستة أشهر يلعبون مشيا في البطولة الوطنية وفجأة وجدوا أنفسهم أمام لاعبين يلعبون بنسق 100 كلم في الساعة!
طيّب، ما العمل؟ وهل بإمكاننا تلافي الأمر في بضعة أيام؟
ما اختيارنا، على عكس العادة، التحضير أمام (ايزلند ثم الدنمارك وسلوفينيا والجبل الأسود) الا سعيا منا لتلافي ضعف النسق الذي تعوّد به اللاعبون في البطولة الوطنية.. كنت أعلم جيّدا أن اللاعبين بحاجة الى مواجهة هذا المستوى. طبعا! خمس مباريات غير كافية لإدراك النسق الذي سنواجهه في إسبانيا..
ما لاحظناه... في مباراتي ايزلندا هو غياب الروح القتالية لدى جل اللاعبين وكذلك عشوائية الأداء الى درجة ان اللعب على الأجنحة مثلا كان غائبا تماما، إضافة الى ضعف الدفاع؟
لا أتفق معك بخصوص الدفاع الذي أدى ما عليه، اجمالا ولكن الحارسين هلال وصفر لم يساعداه على الحدّ من نجاعة الهجوم الايزلندي . لقد قبلنا كثيرا من الأهداف من 10 أمتار وأكثر.
أما بخصوص الروح الانتصارية فمعظم اللاعبين كانت لهم إرادة قوية على التألق الا انهم لم يستطيعوا مجاراة النسق الكبير الذي فرضه المنافس وعندما تختل موازين القوى ينعكس ذلك على طابع اللعب اجمالا وخاصة على الأجنحة حيث ان لاعبي الوسط يبحثون عن الحلول الفردية وهو ما جعلنا نفقد طابعنا.
ومازاد الطين بلة هو أن الفريق يفتقد لمنسق من طراز هيكل مقنّم.. كيف يمكنكم التخلي عن خدماته؟
لا أريد الوجوع الى هذه المسألة لقد قام هيكل باختياره بكل مسؤولية ونحن نحترم قراره نحن اليوم مطالبون بإعداد منتخب دون هيكل وهو ما نسعى اليه.
وقد حددنا أهدافنا المتمثلة أساسا في الترشح الى أولمبياد «ريو 2016».
ولكن سوف لن يقبل أحد في تونس عدم بلوغ الدور الثاني، لا قدّر الله، في مونديال إسبانيا مهما كانت التعلات؟
لم أقل إننا لا نسعى لذلك! بل ان التأهل الى الدور الثاني هو أحد أهدافنا واعتبر ذلك في متناولنا ولو ان التنافس سيكون شديدا بيننا وبين البرازيل والأرجنتين.
أيعني ذلك انه لا أمل لنا أمام فرنساوألمانيا والجبل الأسود؟
ميزة اللاعبين التونسيين أنهم قادرون على أفضل النتائج كما أنهم يفاجئونك بأدنى المستويات.
الأكيد ان كرة اليد التونسية لا يجوز مقارنتها بكرة اليد في فرنسا او ألمانيا او حتى الجبل الأسود والقول بأن تونس هي دولة عظمى في كرة اليد خطأ فتونس تزخر فعلا بالمواهب الا انها تفتقر لأبسط متطلبات العمل والمسألة مسألة عقلية قبل كل شيء اذ ان التونسي لا يحبّذ التدرب في قاعة تقوية العضلات مثلا وهو أمر أساسي لبلوغ المستوى العالمي... لذلك يجب توعية المسؤولين والمؤطرين في الأندية حول هذه المسألة لأننا لا نستطيع اصلاح الوضع في المنتخب..
لا أبدا ! قلت لك بأننا نسعى الى بلوغ هدفنا في الترشح الى الدور الثاني كما أني أعتبر ان المنتخب الفرنسي هو الوحيد الذي لا يمكننا مفاجأته . ويبقى كل شيء ممكن أمام ألمانيا والجبل الأسود.