لا أتذكر أني شاهدت منذ بدأت مسيرتي الصحفية في الثمانينات ومتابعتي لرياضة كرة اليد أداء في رداءة ما أظهره منتخبنا في الشوط الاول من مباراته أمس أمام ايزلندا الذي أنهاه متأخرا بفارق 11 هدفا. أما عن تداركه في الشوط الثاني وفوزه بفارق هدف فإن ذلك لا يكفي لمحو تلك الصورة السيئة التي عكسها أبناء آلان بورت عن كرة اليد التونسية في النصف الاول من اللقاء. بل إن ذلك يجعلنا نتساءل أكثر عن بعض الاختيارات وعن المردود الفردي لبعض اللاعبين. أولا وعلى مستوى الدفاع لماذا تعنّت آلان بورت في الدفاع عن المنطقة بلاعب واحد متقدم طيلة الشوط الاول في حين كان الحل في اعتماد طريقة (321). هل ان سليم الهدوي له مؤهلات دفاعية خارقة للعادة للتعويل عليه في أغلب فترات المقابلة والحال انه قام بعديد الهفوات؟ ألم يخطئ آلان بورت في عدم ابقاء مكرم الميساوي ضمن قائمة ال14 ولو أرغمه ذلك على التعويل على ثلاثة حراس والاستغناء عن لاعب؟ نقول ذلك لأن الميساوي كان بإمكانه مساعدة مروان مڤايز الذي والحق يقال أبلى البلاء الحسن في الشوط الثاني. أما على مستوى الهجوم فالتعنت بإقحام وسام حمام كظهير أيمن في أغلب فترات الشوط الاول يبعث فعلا على الاستغراب وقد قام وسام بعديد الهفوات الشخصية في هذا المركز لأنه لم يكن في راحة خاصة وأننا نعلم انه لم يعد يملك كامل مؤهلاته من جراء اصابته القديمة على مستوى الكتف. وبالتعويل على وسام في هذا المركز، حرم المنتخب في الشوط الاول من أمين بنور الذي سجل 10 أهداف كاملة لما منح الثقة في الشوط الثاني. ثم الذي دفع بورت الى عدم اقحام البوغانمي أحسن لاعب أمام السويد منذ بداية اللقاء في مركز جناح أيسر حتى أن البوغانمي أقحم في الدقيقة 18 ليضيع ضربة جزاء. ورقة التومي إن الارتباك الذي ظهر به المنتخب في الشوط الأول كان حسب نظري نتيجة عدم التعويل على البوغانمي على مستوى الجناح وبنور على مستوى الظهير الأيمن وحمام على مستوى الظهير الأيسر كما أنه كان من الأجدر التعويل على التومي منذ البداية في مركز جناح أمين. لن ألوم حمام ومڤنم عن إضاعتهما لعديد الكرات في الشوط الأول سهلت من مهمة المنافس الذي سجل عديد الأهداف بواسطة هجمات مرتدّة. وعلى العموم، لا بدّ من أن يرجع آلان بورت حساباته وأن يعوّل على اللاعبين الذين يتمتعون بكافة إمكانياتهم في مراكزهم الأصلية ونعني بذلك بنور كظهير أيمن وتارة وسام حمام وطورا جلوز كظهير أيسر والبوغانمي كجناح أيسر، ويبقى مقنم أو وسام حمام في بعض الأحيان كمنسّق ألعاب. وأريد أن أختم هذا التعليق بأكبر نقطة محيّرة في المنتخب كان آلان بورت قد أثارها بنفسه إثر مباراتنا ضد السويد وهي الحالة البدنية لأغلب اللاعبين الذين خسروا كل الثنائيات أمام منافسيهم. السؤال المطروح يتمثل في جدوى الاعداد البدني الذي خصّصت له الجامعة معدا بدنيا محترفا من فرنسا والذي قام بالإعداد البدني علي فترتين خلال التحضيرات.. فهل ان خمسة عشر يوما على أقصى تقدير كافية لتحضير لاعبين الى المستوى العالمي.