لئن عرفت وذرف هذه المدينة العريقة بالمرقوم فإنها أصبحت واحة للأدب حيث احتفت برواد الكتابة الإبداعية من ولاية قابس ومن خارجها وفي هذا الإطار نظمت مؤخرا دار الثقافة الدورة الأولى لملتقى واحة القصص للقصة القصيرة. وقد واكب فعالياتها عدد من المهتمين بالثقافة عموما والمولعين بكتابة القصة خصوصا .
ويذكر السيد ماهر المنوبي مدير الملتقى أن هذه التظاهرة الأدبية التي تعد إحدى المحطات الثقافية المتميزة التي تساهم في مزيد تنويع المشهد الثقافي في ربوع المنطقة تهدف إلى اكتشاف المواهب في مجال الكتابة القصصية وتشجيعهم على مزيد الإبداع والتألق في رحلتهم الأدبية وقد كشف هذا الملتقى عدة أسماء واعدة في مجال الكتابة القصصية رغم تعدد اختصاصاتهم التعليمية والمهنية وهو ما جعل عدة محاولات تحظى باستحسان الحاضرين .وشهد اليوم الأول لهذا الملتقى خلال الفترة الصباحية تقديم مداخلة نقدية حول العلاقة بين الخطاب والحكاية في القصة القصيرة للأستاذ زهير مبارك ثم تابع الحاضرون شهادة الأستاذ منير الرقي عن تجربته الذاتية في مجال كتابة القصة والرواية . أما الفترة المسائية فقد تم تخصيصها لنشاط الورشة التكوينية حول مضامين أقصوصة «الرحيل والمشي» لعزالدين المدني وللوقوف على إنتاج الأقلام الشابة في مجال الكتابة القصصية وتشجيعها على مزيد الإبداع تميزت هذه الورشة أيضا بتقديم قراءات نقدية لمساهمات المشاركين في المسابقة الأدبية مما أتاح لأصحاب هذه الأقلام الواعدة فرصة مزيد التعمق في تقنيات الشكل الفني للبناء القصصي والمساهمة في تحسين مستواهم اللغوي. وخلال اليوم الثاني والختامي لفعاليات هذا الملتقى في دورته الأولى أقيم حفل تكريم المتميزين من المشاركين في مسابقة كتابة القصة القصيرة والذي تخلله تقديم وصلات فنية لفرقة الموسيقي التابعة لدار الثقافة بمنح محمد فطومي (سبيطلة) الجائزة الأولى عن قصته «أثر لمحة» فيما نال علي الجماعي (قابس) المرتبة الثانية عن قصته «ستائر النور» وآلت الجائزة الثالثة مناصفة إلى كل من كريم العمايري (الحامة) عن قصته «حي في ضيافة الأموات» ومنال سعيدة عن قصتها «أرضعته مع الحليب وطنا». هذا وعلى هامش هذه التظاهرة تم بعث نادي الأدب «الديوان» بهذه المؤسسة الثقافية مما يساعد على تعزيز هذا النشاط وترغيب الأقلام الواعدة في الكتابة الإبداعية من خلال احتضانهم وتأطيرهم وحول انطباعه عن مشاركته في هذا الملتقى أفادنا المتوج الأول محمد فطومي (سبيطلة) أن الجائزة هي تحفيز أكثر منه قيمة مادية وأكد أنه استفاد كثيرا من المشاركة في أشغال الورشة التكوينية من خلال مزيد التمكن من التعامل مع الكتابة القصصية لتطوير إنتاجي بالخصوص كما أثنى على دور الآنسة آسيا عمار مديرة دار الثقافة في تأمين ظروف الراحة للضيوف.