دار الثقافة التي تديرها الاستاذة نجاح لمام شحدورة جمعت نخبة من الاطفال واليافعين في تعاطيهم النبيل مع هواجس الإبداع الأدبي في حقول القصة والمقال والشعر... ألوان متعددة من كتابات الاطفال طغت عليها لغة البراءة ومعاني الحب والنشيد الانساني الجميل. وانطلقت اعمال مسابقة كتابة الشعر والقصة القصيرة ضمن نشاط الورشة المخصصة لعدد من المشاركين من الأطفال المبدعين الذين جاء بعضهم من جهات مختلفة من الجمهورية لحبّهم لهذا الملتقى وللمشاركة في نشاط ورشاته. الشاعر والمربي كمال قداوين أشرف على هذه الورشة حيث عمل على توجيه المشاركين نحو الكتابة الابداعية وترغيبهم في التعبير عن دواخلهم عبر اللغة الجميلة والخيال الواسع وقد ساهم الاطفال المشاركون في الحوار المفتوح بخصوص تقنيات الكتابة القصصية والشعرية وذلك بعد ان تعرفوا على بعضها وبأسلوب مبسط ومحبب اليهم. وقد اشار الشاعر كمال قداوين الى دور الكتابة الابداعية في حياة الاطفال فهي بوابة اخرى تجاه الآفاق الرحبة والمستقبل وأبرز ان الآداب تصقل الناس وتنمّي مشاعر الود بينهم وتهذب سلوكهم وقد تدخل الاطفال لإبداء ملاحظاتهم واستفساراتهم بخصوص عدد من المصطلحات والمفاهيم التي تخص الكتابة وقد قرأ المشاركون منهم نصوصهم التي كانت مشفوعة بنقاش وحوار حولها شارك فيه الجميع. وقد تم عرض مسرحية للأطفال بعنوان الجائزة الكبرى لفرقة أمل تسدروس بالجم وفي مساء اليوم الثاني للملتقى عرض الفنان حافظ خليفة عملا من اعماله الموجهة للأطفال بعنوان المهرّج. في اليوم الاخير للملتقى، الاحد 22 مارس، قدمت مجموعة رؤى للإنتاج الفني عرضا مسرحيا بعنوان خزّاف وخلال هذه الانشطة المختلفة بدأت نصوص الاطفال عبر رغبتهم في الكتابة الابداعية فحامت نصوصهم وقصصهم حول مواضيع مختلفة منها الصبر والفرج والإصرار الى جانب وصف المدن على غرار موضوع شيرين بالسعد حول القيروان، كما كان نص الطفلة سهلة بوسعدية متوفرا على ضرب من المحاكاة وقد جاءت محاولة مرامي بوسعدية حول تجربة الشابي شاعر أغاني الحياة وبعنوان الشاعر الوطني وقد برز عدد من المبدعين الصغار في هذه المحاولات نذكر منهم محمد رضا سنانة من السند بقفصة وخلود كشيش... لقد كان الملتقى مجالا لحيوية الاطفال وذلك من خلال المشاركة والحضور والتواصل وهنا نشير الى اهمية نقل مجال توقف سيارات الأجرة امام الباب الرئيسي لدار الثقافة حفاظا على سلامة الاطفال ورواد الدار وقد نجح هذا الملتقى في جمع عدد من الاطفال حول نشاط الكتابة وعروض المسرح وفنون الفرجة... وخلال حفل الاختتام تم توزيع الجوائز حيث آلت الجائزة الاولى للطفلة سهلة بوسعدية من هرقلة وكانت الجائزة الثانية للطفل محمد رضا سنانة من السند بولاية قفصة وحاز الجائزة الثالثة الطفل مروان العربي وأسندت لجنة التحكيم جوائز تشجيعية على عدد من الاطفال المشاركين وهم منير عليمي ويوسف شحدورة من سليمان وندى مراد وشيرين بالسعد.