الرئيس السوري بشار الأسد يطلّ في خطاب مباشر هو الأول له منذ سبعة أشهر، ويطرح « مبادرة مستندة إلى أفكار» تتضمن التزام الدول المعنية بوقف تمويل المسلحين وتسليحهم وإيوائهم وضبط الحدود، وصولاً إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كلّ الأطياف. طرح الرئيس السوري بشار الأسد أمس بنود حل سياسي يقوم على ان تدعو الحكومة إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني بعد وقف العمليات العسكرية في البلاد، وذلك في خطاب مباشر هو الأول له منذ سبعة اشهر.
وقال الأسد في «دار الأسد للثقافة والفنون» وسط دمشق إن «الحل السياسي سيكون على الشكل التالي»: التزام الدول المعنية بوقف المسلحين وتسليحهم وإيوائهم ووقف العمليات الارهابية بما يسهل عودة النازحين. بعد ذلك مباشرة يصار إلى وقف العمليات العسكرية «من قبل قواتنا» التي تحتفظ لنفسها بحق الرد. وصولاً إلى ضبط الحدود .
وشدد الرئيس الأسد على عقد مؤتمر للحوارالوطني تشارك فيه كل الأطياف مؤكداً أن أية مبادرة من الخارج «يجب ان تستند الى هذه الرؤية السيادية، وأية مبادرة هي مبادرة مساعدة لما سيقوم به السوريون ولا تحل محلها».
واشار الى ان الحكومة السورية ستبلور خلال الأيام المقبلة هذه الافكار وتطرحها، كي تأتي أية مبادرة مستندة الى هذه الافكار. الرئيس السوري أعلن ما وصفها بمبادرة سلام ودعا إلى مؤتمر للمصالحة مع من لم «يخونوا» سوريا يعقبه تشكيل حكومة جديدة وإصدار عفو. وتابع أنه لن يجري حوارا مع «دمية» صنعها الغرب داعيا الى «حراك وطني شامل» لمحاربة مقاتلي المعارضة الذين وصفهم بأنهم إرهابيون من تنظيم القاعدة. وأشار في ذات السياق: «اذا كنا اخترنا الحل السياسي فلا يعني الاّ ندافع عن أنفسنا، واذا كنا اخترنا الحل السياسي فهذا يعني اننا بحاجة الى شريك للسير في عملية سياسية وراغب بالسير في عملية حوار على المستوى الوطني».
واضاف «اذا كنا لم نر شريكا، فهذا لا يعني اننا لسنا راغبين بالحل السياسي، لكننا لم نجد الشريك». ورفض الأسد اي حوار مع «عصابات تؤتمر من الخارج»، في إشارة الى اطراف المعارضة والمقاتلين المعارضين الذين يتهم النظام السوري دولا اقليمية ودولية بتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم.
وسأل «مع من نتحاور؟ مع اصحاب فكر متطرف لا يؤمنون الا بلغة الدم والقتل والارهاب أم نحاور دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص الرواية عنها؟». وتابع «من الأولى أن نحاور الاصيل وليس البديل، نحاور من شكلها (الدمى) وليس من يقوم بتأدية الأدوار المكتوبة له على خشبات المسارح الدولية. نحاور السيد لا العبد». إلاّ أن الرئيس السوري أكد على دعوته إلى الحوار مع «كل من خالفنا بالسياسة. سنحاور أحزابا لم تبع وطنها للغريب، سنحاور من القى السلاح (...) سنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل من يعمل لمصلحة سوريا وأمنها واستقرارها».
رفض
من جهته , اعرب ما يسمى ب «الائتلاف الوطني» المعارض عن رفضه لما طرحه الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه من اجل حل الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني إنه «يهدف الى إفساد الجهود الديبلوماسية لإنهاء الصراع». واضاف: «ان الأسد بالمبادرة التي اقترحها يريد قطع الطريق على التوصل الى حل سياسي قد ينتج عن الاجتماع الامريكي الروسي القادم مع الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي، وهو ما لن تقبل به المعارضة ما لم يرحل هو ونظامه». ومن المقرر أن يعقد الابراهيمي قريبا اجتماعا مع مسؤولين كبار في وزارتي الخارجية الروسية والأميركية لبحث الأزمة السورية. وفي السياق نفسه، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إن على الرئيس السوري بشار الأسد «التنحي من أجل الوصول الى حل سياسي للصراع في بلاده».
واوضح متحدث باسم أشتون «سنبحث بعناية ما إذا كان الخطاب يحمل أي جديد لكننا متمسكون بموقفنا وهو أن على الأسد أن يتنحى ويسمح بانتقال سياسي». ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في رسالة على موقع تويتر ان دعوة الرئيس الأسد في كلمة ألقاها الى مبادرة للسلام لإنهاء الصراع «لن تخدع أحدا» حسب قوله.
وأضاف هيغ ان «خطاب الأسد غير صادق» ، واصفا الوعود التي اطلقها الاسد من اجل الإصلاح ب»الجوفاء» و«لن تخدع أحدا» حسب تعبيره. وفي أول رد فعل رسمي تركي على خطاب الأسد ، دعا وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو مجلس الامن الدولي الى ان يحدد موقفا من الوضع في سوريا وقال ان الاسد «لم يفعل اي شيء جديد حيال الازمة».