طرحت إيران خلال زيارة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى إيران الليلة قبل الماضية خارطة طريق لحل الازمة السورية تقضي بوقف القتال وبدء الحوار الشامل وصولا إلى انتخابات برلمانية تعكس وتلبي إرادة الشعب السوري. ونقلت قناة الميادين الفضائية عن أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني تأكيده بأن إيران طرحت على الأخضر الإبراهيمي خارطة طريق تقوم على وقف لإطلاق النار من كافة الأطراف إضافة إلى إطلاق حوار بين الدولة السورية والمعارضة الرافضة لخيار التسليح والتي لم تحمل السلاح في وجه الدولة.
انتخابات برلمانية
وأضاف أن هذا الحوار سيفضي بدوره إلى عقد انتخابات برلمانية حرة ونزيهة تشارك فيها أطياف واسعة من الشعب السوري الذي سيعطي صوته لمن يريد ويرغب دون إملاء أو إسقاط من احد.
بدورها أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الورقة الإيرانية تقضي بأن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية في سوريا هذا إن لم يشرف هو على هذه المرحلة.
وفي سياق مرتبط بمصير الرئيس السوري بشار الأسد أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن “وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغ باريس أن الاسد لن يرحل أبدا”.
ولفت إلى أن “موقف روسيا الداعم لنظام الأسد يزداد تصلبا”.
في المقابل, أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط دانييل أرنست ان “الولايات المتحدة تعمل على عزل نظام بشار الأسد وتجويعه بمحاصرة موارده ضمن استراتيجيتها لدعم عملية التغيير في سوريا”.
وأكد ارنست في حديث لوكالة «الاناضول» أن “واشنطن لن تتدخل في اختيار خليفة بشار”، معتبرا ذلك “أمرا موكلا للشعب السوري وحده”، ولافتا إلى أن “الولايات المتحدة تقوم الآن ب“الإعداد لمرحلة ما بعد بشار”.
وحدة الأراضي السورية
وفي بغداد التي وصلها الأخضر الإبراهيمي أمس في إطار جولته في المنطقة طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، بالتحرك بسرعة لحل الأزمة السورية حفاظا على «وحدة سوريا» وامن المنطقة، داعيا الدول المعنية إلى «إدراك خطورة» الوضع.
وأوضح بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء العراقية أن المالكي بحث مع الإبراهيمي بطريقة معمّقة «السبل الكفيلة بإيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية».
ونقل البيان عن المالكي قوله «نحن معكم بكل ما نستطيع ونجاحكم سيكون نجاحا لسوريا وللمنطقة اجمع»، مضيفا أن «العراق يدعم بشكل كامل جهود الإبراهيمي من اجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة المتفاقمة».
وحذر رئيس الوزراء العراقي «من استمرار القتال في سوريا»، داعيا إلى «التحرك بسرعة حفاظا على أرواح الشعب السوري الشقيق ومستقبل سوريا ووحدتها، وكذلك حفاظا على أمن المنطقة واستقرارها».
كما دعا «جميع الدول المؤثرة في الشأن السوري إلى إدراك خطورة تطورات الأزمة السورية وضرورة التعامل معها بمسؤولية عالية».
وذكر البيان أن الإبراهيمي قدّم «رؤية أولية للحل تتفق مع رؤية طرحها العراق منذ البداية، وتعتمد على وقف شامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية تحقق حلا مقبولا للشعب السوري يحفظ حقوقه وطموحاته المشروعة».
وختم البيان بالإعلان انه تم خلال اللقاء «الاتفاق على جملة من الخطوات التي يمكن أن تشكل خارطة طريق للخروج من الأزمة السورية بأسرع وقت».